تسهم التقنية المالية (FinTech) بشكل متزايد في تعزيز نمو الشركات الناشئة حول العالم، ولا سيما في المملكة العربية السعودية.
إذ أصبحت التقنية المالية أحد العناصر الأساسية في دفع الاقتصاد الرقمي، وتوفير بيئة أعمال مبتكرة وآمنة لرواد الأعمال.
ومع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي للتقنية المالية، أصبح للشركات الناشئة فرصة غير مسبوقة للاستفادة من الحلول الرقمية في جميع مجالات الأعمال.
ما هي التقنية المالية؟
التقنية المالية هي استخدام التكنولوجيا لتحسين وتطوير الخدمات المالية، بما يشمل:
- المدفوعات الرقمية
- الخدمات المصرفية عبر الإنترنت
- القروض الرقمية
- تطبيقات الاستثمار
- تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية
- خدمات مالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي
كما أن هذه الأدوات تساعد على جعل المعاملات المالية أسرع، أكثر أمانًا، وأقل تكلفة، مع تحسين تجربة العملاء بشكل كبير.
لماذا تعتبر التقنية المالية مهمة للشركات الناشئة؟
الشركات الناشئة غالبًا تواجه تحديات كبيرة في إدارة التمويل، الوصول إلى العملاء، وإدارة المخاطر.
هنا يأتي دور التقنية المالية لتسهيل العمليات وتمكين رواد الأعمال في السعودية من النمو بكفاءة أكبر. أهم المزايا تشمل:
تسهيل الوصول إلى التمويل إذ تساعد الشركات الناشئة على الحصول على رأس المال بسهولة أكبر مقارنة بالطرق التقليدية.
أدوات المحاسبة الرقمية والتقارير المالية الذكية تساعد المؤسسين على متابعة الأداء المالي بدقة واتخاذ قرارات مستنيرة.
المدفوعات الرقمية والحلول المصرفية المفتوحة تقلل الوقت المستغرق لإتمام المعاملات المالية، وهو أمر حيوي للشركات الناشئة التي تحتاج للسيولة بسرعة.
كما أن الحلول الرقمية تمكّن الشركات من الوصول إلى عملاء جدد على مستوى محلي وإقليمي، مع خفض تكاليف التشغيل.
وأيضا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المالية والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية يساعد الشركات الناشئة على اتخاذ قرارات أكثر أمانًا.
دور التقنية المالية في دعم ريادة الأعمال في السعودية
تركز المملكة على تطوير بيئة تقنية مالية متكاملة، وذلك عبر:
تطوير البنية التحتية المالية
تسعى المملكة لتوفير نظام متطور يشمل الخدمات المصرفية المفتوحة، المدفوعات الرقمية، وتطبيقات البلوك تشين.
مما يسهل على الشركات الناشئة التعامل المالي بشكل أسرع وأكثر أمانًا.
تعزيز التمويل الرقمي
من خلال منصات التمويل الجماعي، والحلول البنكية الرقمية، كما يمكن للشركات الناشئة الوصول إلى مستثمرين بسهولة أكبر.
مما يدعم استدامة المشاريع الجديدة ويزيد من فرص النمو.
دعم الابتكار والشركات الناشئة
توفر التقنية المالية أدوات مبتكرة تساعد رواد الأعمال على تقديم خدمات مالية جديدة، مثل المحافظ الرقمية، الدفع الإلكتروني عبر الهواتف الذكية، وتطبيقات التمويل الشخصي للشركات.
توسيع الشمول المالي
التقنية المالية تسهم في إدماج الأفراد والشركات الصغيرة في النظام المالي، مما يزيد من قاعدة العملاء المتاحة للشركات الناشئة، كما يخلق فرصًا اقتصادية أوسع.
أمثلة على تأثير التقنية المالية على الشركات الناشئة
تسهيل المدفوعات، فالشركات الناشئة في التجارة الإلكترونية تعتمد على حلول الدفع الرقمي لتسريع عمليات البيع وتحسين تجربة العملاء.
إدارة التمويل بكفاءة، فشركات الخدمات المالية الناشئة تستخدم منصات المحاسبة الذكية لمتابعة الإيرادات والمصاريف وتخطيط النمو المستقبلي.
منصات التمويل الجماعي والرقمي تساعد الشركات الناشئة على الحصول على رأس المال بسرعة، دون الحاجة للذهاب للبنوك التقليدية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الشركات التي تعتمد على التحليلات الذكية يمكنها التنبؤ بالطلب، وتحسين العمليات التشغيلية، وتقليل المخاطر المالية.
التحديات والفرص في التقنية المالية
التحديات:
- ضرورة الالتزام باللوائح المالية الجديدة.
- الحاجة لتدريب العاملين على استخدام التكنولوجيا المالية.
- كما يتضمن تحديات الأمان السيبراني وحماية البيانات المالية.
أما بالنسبة للفرص:
- جذب الاستثمارات المحلية والعالمية للشركات الناشئة.
- خلق وظائف جديدة في قطاع التقنية المالية والخدمات الرقمية.
- تطوير خدمات مالية مبتكرة تلبي احتياجات السوق السعودي.
بحلول عام 2030، تهدف استراتيجية التقنية المالية في السعودية إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للابتكار المالي، من خلال تعزيز الشمول المالي، ودعم ريادة الأعمال، وتحفيز الشركات الناشئة على تقديم حلول مالية رقمية مبتكرة.
ويعني ذلك مزيدًا من الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من التقنيات الرقمية، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.