لولا دا سيلفا: الزعيم الذي قاد البرازيل إلى النهضة
لويس إناسيو لولا دا سيلفا، المعروف باسم لولا دا سيلفا، هو سياسي برازيلي وزعيم عمالي كبير، حيث شغل منصب رئيس البرازيل من عام 2003 إلى 2010.
وهو عضو في الحزب العمالي البرازيلي، وأعيد انتخابه رئيسًا للبرازيل في عام 2022، ويعتبر شخصية سياسية بارزة وله تأثير كبير على الساحة السياسية في البرازيل وعلى الساحة الدولية.
تميزت فترة رئاسته بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، واتسمت بفترة اقتصادية ناجحة للبرازيل، حيث قاد برنامجًا كبيرًا للتنمية والإصلاح الاجتماعي تحت عنوان “Fome Zero” (صفر الجوع) و”البرنامج الوطني لدعم السكن (Minha Casa, Minha Vida)”.
فقد قاد البلاد خلال فترة من النمو الاقتصادي الكبير وانخفاض معدلات الفقر والبطالة، وساعد في تعزيز حقوق الإنسان، وفي وقت قيادته، ازدهرت البرازيل كاقتصاد ناشط وشهدت تقدما اجتماعياً ملحوظًا.
وعلى الساحة الدولية، كان لولا دا سيلفا صوتاً فعّالاً للأمم النامية والمجتمعات المحرومة، ومع ذلك، تعرض لاتهامات بالفساد وتورط في فضائح سياسية، مما أثار جدلاً في البرازيل.
يعتبر لولا دا سيلفا شخصية مثيرة للجدل في البرازيل، فهناك من ينظر إليه على أنه بطل قاد البلاد إلى مرحلة من النمو والازدهار، وهناك من ينظر إليه على أنه مسؤول عن الفساد المالي الذي ضرب البرازيل في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من الجدل الدائر حوله، إلا أن لولا دا سيلفا يظل شخصية بارزة في تاريخ البرازيل، فقد ترك آثار واضحة على البلاد، وساعد في تغييرها إلى الأفضل.
نبذة عن لولا دا سيلفا مؤسس نهضة البرازيل
وُلد في 27 أكتوبر 1945 في قرية صغيرة تسمى “بيرنامبوكو” بولاية بيرنامبوكو في شمال شرق البرازيل، وكان عائلته فقيرة من المزارعين، وكان السابع من بين ثمانية أطفال، عمل في طفولته ماسح أحذية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، لكنه تركها مبكرًا للعمل في مزرعة قريبة.
وفي عام 1964، انضم إلى نقابة عمال الحديد في مدينة ساو لورينسو، وسرعان ما أصبح أحد قادتها، حيث قاد إضرابات العمال في الثمانينيات والتسعينيات، مما أكسبه شهرة واسعة في البرازيل.
في عام 1989، ترشح لولا دا سيلفا للرئاسة لأول مرة، لكنه خسر الانتخابات، وفي عام 2002، فاز بالانتخابات، وأصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيًا من الطبقة العاملة في البرازيل.
وفي خلال فترة رئاسته، أطلق برنامجًا اقتصاديًا جديدًا، يهدف إلى مكافحة الفقر والبطالة وتحقيق التنمية الاقتصادية، وأدى هذا البرنامج إلى تحقيق نتائج إيجابية كبيرة، حيث انخفض معدل الفقر في البرازيل من 36% في عام 2003 إلى 12% في عام 2011، كما انخفض معدل البطالة من 13% إلى 6% خلال نفس الفترة.
وإلى جانب النمو الاقتصادي وانخفاض معدلات الفقر والبطالة، شهدت البرازيل أيضًا خلال فترة رئاسته تقدمًا في مجال حقوق الإنسان، فقد تم تعزيز حقوق المرأة والأقليات، وتم إصدار قانون يجرم العنف ضد النساء.
السياسات الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة رئاسة لولا دا سيلفا
هناك العديد من السياسات الاقتصاديه خلال فترة رئاسة لولا دا سيلفا، والتي من أهمها:
• زيادة الإنفاق العام
أدى زيادة الإنفاق العام، وخاصة على البرامج الاجتماعية، إلى خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين البرازيليين، وخاصة الفقراء.
وقد شمل هذا الإنفاق زيادة الحد الأدنى للأجور، وزيادة الإنفاق على التعليم والصحة، وتنفيذ برامج مكافحة الفقر.
• إصلاح نظام الضرائب، وإصلاح نظام التقاعد
أدى إصلاح نظام الضرائب، وإصلاح نظام التقاعد، إلى زيادة إيرادات الدولة، مما ساهم في دعم النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق الاجتماعي.
وقد شمل إصلاح نظام الضرائب زيادة الضرائب على الأغنياء، وخفض الضرائب على الفقراء، وشمل إصلاح نظام التقاعد زيادة سن التقاعد، وزيادة المعاشات التقاعدية.
• تشجيع الاستثمار الأجنبي
أدى تشجيع الاستثمار الأجنبي إلى جذب استثمارات أجنبية بقيمة 250 مليار دولار خلال فترة رئاسته، وقد ساهمت هذه الاستثمارات فيز
بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية التي قدمها لولا دا سيلفا خلال فترة رئاسته، قدم أيضا سياسات اجتماعية منها:
• زيادة الإنفاق الاجتماعي
أدى زيادة الإنفاق الاجتماعي، وخاصة على التعليم والصحة، إلى تحسين جودة التعليم والصحة في البرازيل، وزيادة فرص الحصول على هذه الخدمات لجميع المواطنين، وقد شمل هذا الإنفاق زيادة الإنفاق على التعليم الابتدائي والثانوي، وزيادة الإنفاق على المستشفيات والمدارس.
• تنفيذ برامج مكافحة الفقر
أدى تنفيذ برامج مكافحة الفقر، مثل برنامج “بولسا فاميليا” الذي يوفر مساعدات مالية للأسر الفقيرة، إلى تحسين مستوى معيشة ملايين البرازيليين الذين كانوا يعيشون في فقر، وقد شمل هذا البرنامج تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة التي لديها أطفال في سن الدراسة، أو التي لديها أطفال مرضى.
السياسات الخارجية خلال فترة رئاسة لولا دا سيلفا
قدم لولا دا سيلفا العديد من السياسات الخارجية خلال فترة رئاسته والتي منها:
• تعزيز التعاون بين البرازيل ودول أمريكا اللاتينية
أدى تعزيز التعاون بين البرازيل ودول أمريكا اللاتينية إلى تعزيز مكانة البرازيل في المنطقة، وقد شمل هذا التعاون إنشاء مجموعة دول البرازيل الخمسة، وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البرازيل ودول أمريكا اللاتينية.
• دعم مكافحة الفقر والتنمية في الدول النامية
دعمَ بقوة مكافحة الفقر والتنمية في الدول النامية، وقد شمل هذا الدعم تقديم المساعدات المالية والفنية للدول النامية، ودعم المبادرات الدولية لمكافحة الفقر.
• دعم القضية الفلسطينية
حيث دعم القضية الفلسطينية، ودعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقد ساهم هذا الدعم في تعزيز مكانة البرازيل في العالم العربي.
إنجازات لولا دا سيلفا خلال فترة رئاسته في البرازيل
هناك العديد من إنجازات لولا دا سيلفا خلال فترة رئاسته في البرازيل والتي منها:
• النمو الاقتصادي
كان النمو الاقتصادي أحد أهم إنجازات لولا دا سيلفا، فقد بلغ معدل النمو الاقتصادي في البرازيل خلال فترة رئاسته 4.5% في المتوسط، وقد ساهم هذا النمو في انخفاض معدلات الفقر والبطالة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين البرازيليين.
وكان من أسباب النمو الاقتصادي في البرازيل خلال فترة رئاسته هي، ارتفاع أسعار السلع الأولية، مثل النفط والحديد الخام، والتي تعد من أهم الصادرات البرازيلية.
• انخفاض معدلات الفقر والبطالة
كان انخفاض معدلات الفقر والبطالة من أهم الإنجازات الاجتماعية التي حققها لولا دا سيلفا، فقد انخفض معدل الفقر في البرازيل من 36% في عام 2003 إلى 12% في عام 2011، كما انخفض معدل البطالة من 13% إلى 6% خلال نفس الفترة.
وقد ساهمت هذه الإنجازات في تحسين حياة ملايين البرازيليين الذين كانوا يعيشون في فقر أو عاطلين عن العمل. وكانت من أسباب انخفاض معدلات الفقر والبطالة النمو الاقتصادي الذي ساهم في خلق فرص عمل جديدة، وزيادة الإنفاق الاجتماعي، الذي ساهم في تحسين مستوى معيشة الفقراء.
• استثمارات في التعليم والصحة
زادت الاستثمارات في التعليم والصحة في البرازيل بنسبة 70% خلال فترة رئاسة لولا دا سيلفا، وقد ساهمت هذه الاستثمارات في تحسين جودة التعليم والصحة في البلاد، وزيادة فرص الحصول على هذه الخدمات لجميع المواطنين.
• تقدم في مجال حقوق الإنسان
تم تعزيز حقوق المرأة والأقليات، وتم إصدار قانون يجرم العنف ضد النساء خلال فترة رئاسته، وقد ساهمت هذه الإجراءات في تعزيز العدالة الاجتماعية في البلاد.
وفي نهاية المطاف يمكن القول أن لولا دا سيلفا يعتبر شخصية معقدة ومتعددة الأوجه، فهو رجل فقير نشأ في بيئة صعبة، لكنه استطاع أن يصبح رئيسًا لبلاده، وأن يحقق إنجازات كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من أن لولا دا سيلفا تعرض لانتقادات بسبب بعض سياساته، إلا أنه يحظى بشعبية كبيرة في البرازيل، فقد أثبت أنه قائد قوي وفعال، استطاع أن يحقق تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في البلاد.
كما إنه يعتبر من الشخصيات التي تركت آثار في التاريخ السياسي والاقتصادي للبرازيل، ويُشاهد بشكل كبير على أنه قائد سياسي شعبي قاد البرازيل نحو فترة نهضة وتقدم، ومن المتوقع ان تستمر آثار سياساته في البرازيل لسنوات عديدة قادمة.
اترك رد