هل تتذكر شركة نوكيا العملاقة الي كانت رائدة ومسيطرة في مجال الهواتف هل تسألت يوما الى اين ذهبت واختفت هذه الشركة العملاقة هذا ما نناقشه اليوم في مقالة بعنوان قصة فشل وصعود شركة نوكيا العملاقة
بداية انشاء شركة نوكيا
في سنة 1865 أسس فريدريك ادوارد شركة نوكيا في مدينة نوكيا في فنلندا على نهر نوكيانفيرتا و استغل وقتها غابات فنلندا في صناعة الورق الخشبي وبعد مرور الوقت قام بتطوير الشركة واضاف اليها مطحنة حبوب وبعدها قم بمشاركة ليو ميشيلين هذا الشخص الذي كان طموحا جداوكان يريد توسيع وتكبير الشركة بحيث لا تعتمد على بزنس واحد
فاقترح على فريدريك استغلال النهر في توليد الكهرباء وبعد التفكير في الأمر وافق وبالفعل فعل هذا
وفي نفس هذا الوقت كان هناك شخص يدعى إدوارد بولون هذا الشخص كان يمتلك الشركة الفنلندية للصناعات المطاطية التي تصنع الأحذية والكوتشيهات..وغيرها
وتمر السنين وفي سنة 1914 وأثناء الحرب العالمية الأولى ازدهرت شركة بولون للمطاط بسبب الجيوش التي كانت بحاجة للاحذية والكوتشيات في هذا الوقت فبدأت الشركة تبيع لهم
وتزدهر وتجني ارباح
ولكن كان ينقصها إمدادات الكهرباء وفي نفس الوقت كادت شركة نوكيا على وشك الإفلاس لأن اثناء الحرب العالمية الأولى لم يكن أي شخص بحاجة إلى الورق وحينها اشتري بولون صاحب شركة المطاط شركة نوكيا ليحافظ على استمرار إمدادات الكهرباء من مولداتها واحتفظ بإسم نوكيا وبدأت نوكيا في التوسع على يد بولون.
وفي سنة 1922 اشترت شركة نوكيا الشركة الفنلندية لصناعة الكابلات وهذه الشركة كانت أضخم شركة لصناعة الكابلات في فنلندا وقتها واصبحت الان نوكيا إمبراطورية
وسنة 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية وكل شيء تدمر حرفيا بما فيها البينة التحتية التي يوجد فيها أسلاك وكابلات الاتصالات وكما توقعت لا يوجد غير نوكيا من يعيد بناء هذه البنية التحتية للمدن والبلاد
فبعد الانتهاء من الحرب بدأت نوكيا في جني الأرباح وامتلاك ثروة
وتضاعف سعرها بسبب بيع كابلات الاتصال للدول
وهذا ما ساعدها في التوسع وشراء مصانع وشركات كثيرة واصبحت الان تعمل في مجالات كثيرة منها اجهزة التلفزيون والالمنيوم والبلاستيك والمطاط والاحذية وكابلات الاتصالات وغيرها من الاجهزة والالكترونيات.
بداية صناعة اول هاتف نوكيا
في أواخر الستينات بدأت شركة نوكيا في صناعة هاتف الراديو هذا عبارة عن هاتف كبير موجود داخل السيارات يعتمد اعتماد كلي على موجات الراديو وهذا حرفيا أول هاتف تصنعه شركة نوكيا وهذه كانت بداية شركة نوكيا مع صناعة الهواتف
وفي أوائل السبعينات تطور شركة نوكيا هذا الهاتف وتصنع جهاز جديد يسمى نوكيا دي اس 200
وحقق هذا الجهاز نجاح باهر وبعد تحقيق هذه النجاحات قررت شركة نوكيا الدخول بقوة في مجال الهواتف
ففي 1979 تعاونت مع شركة salora التي كانت متخصصة في صناعة التلفزيونات
ليقوموا بتطوير شبكة الراديو القديمة وبالفعل انتجوا لنا شبكة 1g
ومن بعدها وتحديدا سنة 1980 استحوذت نوكيا على افضل شركة لتصنيع الهواتف في ذلك الوقت وهي شركة Mobira وسنة 1982 أطلقت نوكيا جهاز موبيرا سيناتور
ومن بعدها بدأت في العمل علي تطوير هواتفها وخصوصا مشكلة كبر الوزن
ولم يمر الوقت طويلا إلا وإن أطلقت لنا هاتف جديد يسمى مويرا توكمان كان وزنه تقريبا 5 كيلو وهذا يعتبر جيد جيدا نسبتا لأول هاتف أطلقته والذي كان يزن حوالي 10 كيلو جرام
ولكن نوكيا لم تكن راضية عنه بل كانت تريد هاتف مثالي يخلو من المشاكل فبدأت في العمل على تطوير هذا الهاتف مرة أخرى وسنة 1987 أطلقت اول هاتف يمكن حمله باليد
وسمته موبيرا سيتيمان كان حجمه 760 جرام فقط
ولكن كان سعره يصل الى 8000 دولار وهذا ما جعل من الصعب شراؤه فلم ينجح في البداية
حتى حدث شيء ما غير كل هذا جورباتشوف أمين الاتحاد السوفيتي استخدم هذا الهاتف أثناء انتهائه من حضور مؤتمر في فنلندا فقام صحفي بتصويره وهو يستخدم الهاتف ومن بعد نزول هذه الصورة انقلب حال هذا الهاتف رأس على عقب حيث زادت مبيعاته اضعاف وتم تسميته على اسم أمين الاتحاد السوفيتي “جوربا”
وفي نفس هذا الوقت عملت شركة نوكيا على تطوير الشبكة وصنعت لنا شبكة الجيل الثاني أو ما يطلق عليها “2G” وفي 1 يوليو سنة 1991 تم اجراء اول مكالمة هاتفية على يد رئيس وزراء فنلندا هاري هول كيري في هلسنكي واصبحت الان شركة نوكيا رائدة في صناعة الهواتف في العالم
ولكن مشكلتها الوحيدة كانت تكمن في أسعار هواتفها العالية والتي كانت تقتصر على الفنانين و رجال الأعمال والسياسيين فبدأت نوكيا في العمل على حل هذه المشكلة وكان هدفها هو وضع هاتف في يد كل مواطن مهما كان مستواه
بداية انطلاقة نوكيا
سنة 1992 أطلقت أول هاتف مناسب لجميع الفئات وهو Nokia 1011, كان هذا الهاتف يمتلك القدرة على إرسال الرسائل النصية (SMS) والاحتفاظ ب 99 رقم وهذا أول هاتف يتم صناعته بكميات كبيرة وحقق نجاح باهر
وبعد نجاح جهاز Nokia 1011 وجدت الشركة أن قسم الهواتف والشبكات هو تقريبا الوحيد لديها الذي يربح جيدا وبدأت في التخلي عن بعض المجالات الأخرى التي لا تحقق هامش ربح جيد مثل مجال الورق والمطاط
وبعد التخلي عن هذه المجالات بدأت أرباح الشركة تتزايد أكثر فأكثر حتى وصلت في سنة 1994 لحوالي 4 مليار دولار وأطلقت بعدها هاتف نوكيا 2110 هذا الهاتف الذي كان ثوريا في وقته بسبب
سعره الضئيل وشاشته الكبيرة
كما أنه أول هاتف يوضع فيه نغمة نوكيا الشهيرة
وباع هذا الهاتف 20 مليون نسخة وهذا ما ساعد نوكيا في التطور والتوسع أكثر فاشترت مصانع وخطوط إنتاج جديدة ومع زيادة الطلب كانت تزيد أرباح الشركة حتى تضاعف حجمها خمس مرات في سنة 1996 و تخطت مبيعاتها مئات الملايين سنويا
وبين سنة 2000 وسنة 1996 زادت عدد موظفين نوكيا بنسبة 150% مما وصل الي 27،353 موظف
اقرأ أيضا : تعلم الانجليزي للمبتدئين في ساعة واحدة فقط
اعلى هاتف مبيعا في العالم
وصلنا الان الى سنة 2003 ونحن هنا على موعد لانطلاق اعلي هاتف مبيعا في العالم ألا وهو هاتف
نوكيا 1100 هذا الهاتف الذي وصلت مبيعاته في السوق إلى 250 مليون نسخة مما جعله أكثر جهاز الكتروني استهلاكا في العالم في ذلك الوقت
كان جهاز نوكيا 1100 موجه للأشخاص الذين لا يحتاجون مميزات متقدمة تتجاوز المكالمات والرسائل النصية sms والمنبه وكان ارخص جهاز نوكيا حاليا مما جعله يستهدف أيضا الدول النامية ويحقق شعبية حاليا
وفي سنة 2019 كان هذا الجهاز موجود في قائمة اعلى 10 هواتف مبيعا في العالم بل امتلكت نوكيا 8 هواتف في هذه القائمة ووصلت حصتها في سوق بيع الهواتف سنة 2007 إلى 50%
الان وصلت نوكيا لمرحلة عدم وجود منافس لها وسيطرة على السوق بأكمله واستمرت
على الساحة لمدة 14 سنة متواصلة حتي ظهر الوحش ايفون
اقرأ أيضا : 10 أسباب لنجاح التسويق الالكتروني في ريادة الاعمال
ظهور الايفون وانحدار شركة نوكيا
في يناير 2007 أعلن ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة أبل عن إطلاق الايفون جهاز ذكي يعمل باللمس وبه كل شيء تقريبا من مكالمات وتصوير وإرسال رسائل والدخول على الانترنت كل هذا باستخدام اللمس فقط وعندما نزل هذا الهاتف في السوق أحدث ضجة ونجح نجاح باهر وبدأ يسحب البساط من تحت شركة نوكيا
حتى بدأت نسبة مبيعاتها تقل تدريجيا حتي وصلت الي 3% سنة 2013 ومن هنا أعلنت نوكيا راية الاستسلام
اقرأ ايضا : ستيف جوبز | العبقري الذي احدث طفرة في عالم التكنولوجيا
أسباب انحدار شركة نوكيا
من أهم أسباب انحدار نوكيا هو غرورها الداخلي ف بعدما حققت هذه النجاحات المتتالية العظيمة تكبرت واغترت بنفسها واعتقدت أن اي جهاز ستصدره سيحقق مبيعات عالية وهذا أدى إلى تأخرها في التكيف مع التطورات السريعة
في صناعة الهواتف الذكية
فا اصبحت نوكيا لا تواكب العصر..وخصوصا بعد ظهور ابل والاجهزة التي تعمل بنظام اندرويد
السبب الثاني في انحدار نوكيا هو فشلها في توقع الاتجاهات والتطورات السوقية وتمسكها بنظام التشغيل الخاص بها (سيمبيان) لفترة طويلة ولم تفكر حتى في الاعتماد على نظم التشغيل الحديثة مثل أندرويد مما جعل منها شركة غير جذابة ومتطورة فابتعد عن المستهلكون واتجهوا لأجهزة النظام الحديثة
وإلي هنا نكون قد انتهينا من قصة شركة نوكيا العملاقة اتمني ان تكون قد استفدت واستمتعت
اقرأ أيضا : 10 قصص نجاح رواد أعمال قد تركوا التعليم
اترك رد