كُتب في القرن السادس قبل الميلاد ومازال يعلمنا استراتيجيات الحرب، كتاب فن الحرب لم تغني عنه تكنولوجيا الحرب الحديثة والاسلحة العابرة للقارات.
كل تلك التقنية لن تحقق النصر إن لم تملك التفكير الاستراتيجي، ذلك المخطط الصيني لسون تزو الذي ذاع سيط خبرته القتالية وعلمه بفنون الحرب، دفعه لجمع عصارة خبراته ي كتاب من ثلاثة عشر فصل يستعرض فيها عنصر تنظيم وإدارة الجيوش.
كتاب فن الحرب وسر اهميته.
الكتاب المقدس للدراسات العسكرية، فلسفة تكتيكية يمكن تقديمها في مجالات شتي كالحرب والسياسة والاقتصاد والادارة.
عليك بادراك ان الشركات الصينية تطبق مبادئ فن الحرب في التسويق، واستخدمت استراتيجياته كوريا الجنوبية لتحرير صرف عملتها والانفتاح امام التجارة الخارجية.
فرضت القوات الامريكية توزيع كتاب فن الحرب علي جنودها في طريقها لتحريرها الكويت، وتطبق الشركات اليابانية نصائح سون تزو في مجال التجارة.
وضع الخطط
يحكم الحرب خمسة عوامل علي القائد يضعها في الحسبان، في مسالة حياة أو موت للدولة.
. القانون الاخلاقي
هو الانسجام بين الحاكم والمحكومين مما يدفع اتباع اوامر القائد دون تردد. والتدريب المستمر يجعل الجنود في حالة استعداد دائم.
. السماء
المقصود بها الليل والنهار والمناخ عموما من برودة وحرارة وشدة الرياح والسحب.
. الارض
التضاريس والمسافات والاماكن المفتوحة ومدي الامان واحتمالات الموت.
. القائد
يركز دائما الي الحكمة والاخلاص.
. النظام العام
طريقة تنظيم الجيوش وتقسيم الجنود توزيعهم والرتب العسكرية للظباط والانفاق العسكري للجيش.
هذه العانصر الخميس يجب ان تضع في الحسبان عند الخوض في اي معركة.
” بناء علي مدي توافق الطروف، علي المرء ان يعدل من خططه”
شن الحرب
عند الدخول في القتال، إذا تأخر النصر فان اسلحة الرجال ستفقد فاعليتها، ولسوف يخمد الحماس، واذا كنت ستفرض حصارا عليها، فسوف تستنفذ قوتك.
بمعني إذا طال امد الحرب، فان تكاليفها ستفوق قدرات الدولة، فان العواقب ستكون انقضاض القادة المجاورين عليك.
فليس هناك اي دولة استفدت من الرحب طويلة الامد، فقط القائد المدرك للحرب وشرورها وحده يعرف اهمية انهاء الحرب بسرعة.
يقول زيو أن الفقر في خزينة الدولة يضطرك الي اخذ تبرعات من اماكن بعيدة للمحافظة علي الجيش وذلك قد يتسبب في افقار الشعب. وعند نفاذ الثروات سيتعب الفلاحون من الضرائب الثقيلة.
ويمكن ان تري ذلك في نظام الشركات عندما تتمتع الشركات بالزخم فيبدو الجميع جيدون في عملهم، والبعض من الشركات تفقد الزخم عندما تحاول القياك بكثير من المهام، والاستراتيجات العسكرية تشبة تماما استراتيجيات السوق.
وللقضاء علي العدو يجب ان يتنامى لدي الجنود الغضب، يجب أن يملكوا دوافع اخري عدا النصر، وهي أن يجب مكافآتهم.
الهجوم بالحيلة
يري سون ان الانتصار في كل مارك ليس الغاية، التفوق في كسر مقاومة عدوك دون قتال.
اعلي شكل من البراعة العسكرية هي اعاقة تنفيذ خطط العدو، وقطع وتقسيم خطوطه، ثم الهجوم عليه.
القائد البارع يقهر قوات عدوه دون قتال، ودون حصار المدن المسورة ودون معارك عسكرية طويلة، والاهم دون المساس بالمواطنين.
اعتقد من الحكمة علي الكثير من قادة الحرب الحاليين قراءة وتنفيذ فلسفة فن الحرب. فما نراه اليوم كسر ليس فقط مبادئ الحرب، ولكن فاق الكسر بقتل مبادئ الانسانية.
هناك ثلاث طريق يقضي بها القائد علي جيشه:
اصدار الاوامر للجيش بالتحرك أو التراجع، متجاهلا حقيقة ان لجيش لا يستطيع الاوامر.
قيادة الجيش بنفس الطريقة التي يدير بها الدولة، متجاهلاً الظروف التي يمر بها الجيش، مما يسبب قلق في نفوس الجنود.
وضع الرجل الغير المناسب في المكان الغير المناسب، يهز ثقة الجنود بالقائد ويحدث فوضي بالجيش.
” إذا عرفت نفسك لا العدو، فكل نصر تحرزه سيقابله هزيمة تلقاها، إذا كنت لا تعرف نفسك ولا العدو ستهزم في كل معركة.
علمك بعدوك يعرفك كيف تدافع، وعلمك بنفسك يعرفك كيف تهاجم، الهجوم هو سر الدفاع، والدفاع هو التخطيط للهجوم.
المناورات التكتيكية
مسؤلية حماية انفسنا من تلقي الهزيمة تقع علي عاتقنا نحن، ولكن فرصة هزيمة عدونا يوفرها لنا العدو نفسه عبر خطا يقع فيه.
التحصن ضد الهزائم يتطلب إتباع التكتيكات الدفاعية، وما القدرة علي هزيمة العدو فتعني الانتهاز الفرصة.
واتخاذ الوضع الدفاعي يشير الي ان قوة الجيش غير كافية، وقمة التميز القائد هي التخطيط في سرية وبحذر وان تفسد خطط العدو.
القوة العسكرية الاستراتيجية
للتأكد من تحمل الجيش وطأة الهجوم وبقاءه متمسكاُ يكون بالقيام بالمناورات المباشرة والتي تعني الانضمام المباشر الي المعارك والمناورات الغير مباشرة فتكون من أجل تامين النصر.
ومزج هاتين الطريقتين في الهجوم يتنج عنه سلسلة من المناورات الممكنة.
تكتيك اعطاء العدو إشارات خادعة والتلاعب به فإخفاء الانضباط تحت مظهر الفوضى والشجاعة تحت ستار من الجبن يتطلب طاقة كبيرة. وستكون تحركات العدو بناء علي تلك الاشارات المخادعة.
نقاط الضعف والقوة
” الجندي الماهر يحارب وفقا لشروطه، أو لا يحارب علي الاطلاق”
الحرص علي الظهور في نقاط يجب علي العدو الاسراع لكي يدافع عنها، والسير باقصي سرعة الي الاماكن التي لا يفارض بك التواجد بها.
والوثوق في نحاج الهجوم اذا هاجمت الاماكن الغير محروسة ( الضعيفة)، اذا قصدت نقاط ضعف العدو تجعل مقاومتك مستحيلة.
قاعدة في المعارك الحرب الدفاعية تخون صاحبها بسبب كثرة التعزيزات المطلوبة. لذا في الحرب الطريق المسدود هو تجنب نقاط القوة وان تضرب ما هو ضعيف.
المناورة
المناورة هي أصعب شئ في الحرب، فهي تأتي من تحويل الخسارة وسوء الحظ الي انتصار. الحرب الخاطفة الزخم فيها عنصر حاسم للنجاح.
فالتغير بين المناورات وهو العبور السريع والتغير المثالي والغير متوقع يربك الطرف الاخر.
فالقادة والمديرون الجيدون يستغلون الزخم وتركيز الشركات علي اتجاه السوق لبناء الثقة حتي يتمكن الجميع من العمل بشكل متزامن.
فن الحرب علي المستوي الشخصي والمهني
تنطبق مبادئ كتاب فن الحرب علي المنافسة والصراع علي كل المستويات، الشخصي والمهني، فالهدف دائما هو النصر بدون الاضطرار الدخول في معركة.
التخطيط لما هو صعب وسهل والقيام بأصعب الأشياء وهي لا تزال صغيرة وسهلة.
فالقائد البارع هو من يعرف آليات الصراع بحيث يحدد كل حركة للخصم والتصرف بناءاً علي ذلك التحرك.
فن الحرب يحدد الغضب والجشع كأسباب للهزيمة، القائد الغير عاطفي والهادئ هو فقط من ينتصر، عكس المتهور الذي يسعي فقط للانتقام.
الفراغ والامتلاء عندما توجد الانقسامات بين الرؤساء والمرؤوسين، يتراكم عدم الرضا والسخط في اذهانهم ذاك هو الفراغ، علي النقيض عندما تكون القيادة ذكية وجيدة يصبح التفكير متشابه وتعمل الادارة والطاقة معاً محققة الامتلاء.
“نموذج مفارقة فن الحرب” حيث تعد القوة واللطف طريقة تعامل الحكيم، فجوهر تعاليم تزو حول القوة هو الوحدة والتماسك في المنظمة باستخدام قوة الزخم بدلا من الاعتماد علي الصفات والمواهب الفردية.
” فالمحاربين الجيدون يبحثون عن الفعالية في المعركة من قوة الزخم وليس من الافراد”.
سون زيو
اترك رد