كتاب من جيد الي عظيم أحد أفضل كتب الإدارة الناجحة وكيف يمكن الشركات أن تتحول من كونها مجرد شركة جيدة الي شركة عظيمة النجاح.
الكتاب نتاج دراسة استمرت لمدة خمس سنوات، بحث فيها الكاتب وفريقه 1435 شركة. كان مقياس تحقيق القفزة من الجيد الي العظيم هو حدوث عائد تراكمي للأسهم يتجاوز سوق الاسهم العامة بمعدل 6.9 بما لا يقل عن ثلاث مرات، ايضا تحقيق قفزة مستقلة عن منافسها من نفس الصناعة، وكانت خلاصة هذه الشروط هو إحدى عشر شركة فقط.
لكن كيف تتحول الشركات من حال الجيد الي العظيم؟!
يقدم الباحث جيم كولينز من خلال الدراسة والتحليل تفسير لذلك التطور الهائل الي ثلاث اطر :
. الاشخاص المنضبطين
. التفكير المنضبط
. العمل المنضبط
تؤلف تلك الأطر نموذج ما يسمي ” دولاب الموازنة” بداخل ذلك الدولاب مجموعة من المفاهيم هي من تحول الشركات من جيد الي عظيم.
الاشخاص المناسبون سيقومون بالأشياء الصحيحة ويحققون أفضل النتائج بغض النظر عن الحوافز. والحافز الوحيد لمكافأة الأشخاص المنجزين الا تثقل كواهلهم بأشخاص غير متجزين
جيم كولينز
. كتاب من جبد الي عظيم و مستوي القيادة الخامس
قيادة الشركات من المستوي الخامس هي ما تساعدها علي القفزة المطلوبة، ما يميز تلك القيادة عن غيرها هو:
- قدرات عالية، يمتلكون مهارات عالية وموهبة ومعرفة وعادات بناءة.
- قائد فعال، الالتزام والسعي نحو تحقيق الاهداف من خلال رؤية واضحة.
- مدير مختص، تنظيم الاشخاص والموارد لتحقيق الاهداف المحددة سابقاَ.
- عضو من الفريق، القائد عضو فعال ومساهم ضمن فريق العمل لتحقيق الاهداف العامة بفاعلية.
- مستوي تنفيذي، مزيج من التواضع الشخصي والإدارة المهنية.
هذا النوع من القيادة هدفهم الاول هو إنجاح الشركة وتقديم مصلحة الشركة علي المنفعة الشخصية، ليس بالطريقة المثالية الفلسفية كما يفهم.
لكن الدراسة أثبتت ان هؤلاء القادة كانوا تدرجوا في المناصب داخل الشركة ولم يجلبوا من خارجها لإدارة، لذلك كان تحمل المسؤولية يقع علي عتقهم وينسبون الفضل في النجاح الي العمل الجماعي وليس لأنفسهم فقط.
. أولا من ….. ثم ماذا
في ثاني مراحل حدوث قفزة الشركات من جيد الي عظيم، علي المديرون القياديون اختيار تعين الاشخاص المناسبين قبل اختيار المهمة التي سيعين من أجلها، لان تلك المهمة يمكن أداءها من خلال تعلم المهارات اللازمة بعد اختيار الاشخاص بناء علي الشخصية واخلاقيات العمل.
اختيار قرار تعين الاشخاص المناسبين يتم وفقاَ ل:
. عندما تكون في شك الاختيار.. لاا توظف ااستمر في البحث
. ضع أفضل موظفيك في اكبر فرصك؛ وليس في اكبر مشاكلك.
. الاشخاص المناسبين لا يحتاجون الي إدارة صارمة؛ فهم لديهم دوافع ذاتية علي تحقيق الهدف.
. تجنب نموذج ” العبقري مع ألف من المساعدين”، سريعاً ما ينهار ذلك النموذج.
. الشخصية واخلاقيات العمل أهم من المهارات والمعرفة.
. يجب ألا نثقل كاهل الاشخاص المناسبين بأشخاص غير مناسبين؛ فعندما يحدث خلاف في وجهات النظر يتم مناقشة الافكار للوصول الي حلول نهائية بعيداً عن المصالح الشخصية.
. مواجهة الحقائق القاسية
في مسيرة قفز الشركات من جيد الي عظيم تواجه ظروف وحقائق قاسية، لكن عند اجتياز الاختيار الصحيح للأشخاص المناسبين يتم الاعتراف بواقع الحقائق القاسية وتحديد حقيقة الموقف وبالتالي اتخاذ القرارات الصحيحة.
طرق تهيئة الشركات لمناخ تسمع في الحقائق القاسية:
- قُد الشركة من خلال الاسئلة وليس الاجابات.
- المناقشة والحوار ليس بالإكراه.
- حلل الحقاق القاسية دون القاء اللوم.
- آليات ” العلم الاحمر” وهي تحول المعلومات الي ملاحظات مهمة.
المنح الكبيرة هي ما تصنع الشركات العظيمة وكيفية مواجهتها تضمن استمرارية عظمة تلك الشركات حيث تصبح اكثر مرونة وأقوي ومواجهة الحقائق القاسية بوضع” لن نستسلم ابدا”.
ضرورة تحقيق التوازن بين مواجهة الواقع القاسي لتحقيق النجاح بما يعرف بمصطلح ” Stockdale Paradox” مفارقة ستوكديل وبشكل مبسط هي فكرة الامل في الأفضل مع الاعتراف بالأسوأ والاستعداد له.
فيما يعني مواجهة واقع المواقف الصعبة بشكل أفضل مع الحفاظ علي الايمان بانك ستنجح في النهاية.
. عبقرية البساطة “مفهوم القنفد “
يشبه جيم كولينز هنا الشركات العظيمة بالقنافد التي تمتلك استراتيجية بسيطة وواحدة فقط، في حين الشركات الأخرى تمتلك استراتيجيات كثيرة أذكي ولكن تفتقر الي التناسق في تحقيق هدفها.
فالاستراتيجية التي ساعدت في قفزة الشركات العظيمة كانت البساطة غير العشوائية. ولتحقيق مفهوم القنفد في الشركات يجب تطوير فهم ثلاث دوائر:
- ما الذي انت شغوف به بشدة؟
الشركات عليها القيام بالأنشطة التي تثير الشغف والاشياء التي تشعر تجاهها بالشغف وليس أ نشعر بالشغف تجاه ما تفعله، ذلك من خلال تحفيز الفريق واكتشاف ما يجعلهم شغوفين نحوه.
- ما الذي يمكن ان تكون أفضل فيه؟
علي الشركات اكتشاف ما يميزها من قدرات عن غيرها من الشركات بوضوح، ولا يعني قضاء سنوات في مجال العمل يعني انك الافضل فيه، لكن الهجف هنا ان تكتشف وتدرك ما يمكنك ان تكون الافضل فيه.
- ما الدافع الاقتصادي المحرك؟
يجب علي الشركات فهم وادراك العامل الاكثر اهمية والمحرك الرئيسي في عجلة التدفق النقدي العائد علي الشركة.
تركيز الشركات علي ما يمكنها ان تبدع فيه وعلي ما يحتمل ان تكون فيه الافضل في ضوء بصيرة عميقة واستراتيجية بسيطة غير عشوائية من خلال تطبيق مفهوم القنفد ووضعه كاطار مرجعي في طرح الاسئلة وتحليل النتائج واتخاذ القرارات.
. ثقافة الانضباط
ثقافة الانضباط في الشركات التي تحولت من جيد الي عظيم كانت مرتبطة بكل شئ ليس فقط بالعاملين والعمل ذاته، لكن كان الانضباط يطغي علي اي نشاط تقوم به الشركات العظيمة.
فتجدها لا تقوم باي مشروعات او حتي مشروعات مشتركة ليس ذات صلة بصناعتها، وعدم القيام باي عمليات استحواذ غير ذات صلة بمجالها، وهو ما يفيد تطبيق مفهوم القنفد في سير تلك الشركات العظيمة.
ثقافة الانضباط تقوم علي الحرية والمسؤولية والانضباط الذاتي، فهي تتمتع بوجود قيادة من المستوي الخامس. كما تضم:
- اشخاص منضبطين
القيادة من المستوي الخامس، اللذين يتمتعون بالانضباط الذاتي والقدرة علي الوفاء بالالتزمات والمسؤوليات.
- افكار المنضبطة
الشركات العظيمة تمتلك افكار منضبطة حول واقع الحقائق القاسية، وااتي تنتج حلول مستدامة وعدم فرض الانضباط بالاكراه والالتزام بمفهوم القنفد.
- عمل منضبط
الالتزام بنظام ثابت وتحمل المسؤولية وفي نفس الوقت منح الحرية، ورفض الفرص الكبيرة التي لا تناسب طبيعة صناعة الشركات العظيمة.
. مسرعات التقنية
استخدام التقنيات ووسائل التكنولوجيا الحديثة تساعد علي نمو سريع للشركات العظيمة وتعزز من فرص قفزتها من جيد الي عظيم.
وذلك من خلال الاجابة عن سؤال هل تلائم تلك التكنولوجيا مع مفهوم القنفد؟ والتكافئ مع المفهوم يجعل للشركات العظيمة الريادة.
. دولاب الموازنة وحلقة الموت
تبدأ فكرة دولاب الموازنة بوجود عجلة وزنها 100 كجم وقطرها 30 قدماَ تتطلب من الجهد العظيم لدفعها لكن مع الاستمرار في الدفع يصبح الوضع أسهل.
كذلك الشركات العظيمة أثناء العمل تحدث الظروف القاسية وتبدأ التحديات لكن بالانضباط والالتزام مع التحفيز ووجود الشغف تبدأ النتائج في الظهور وبشكل ملموس مع الوقت.
حلقة الموت:
في اثناء دفع عجلة الموازنة الشركات الجيدة تقوم بتغير الاتجاه بتغير استراتيجيات الدفع وبناء الشركة فبدلاً من التقدم في اتجاه واحد يقعوا ويعود للبداية.
. البناء من اجل الاستمرار
الشركات العظيمة لديها إيماناً عميقاً بهدفها مدركة له وهذا ما يميزها الادراك وان لها مغزي تسعي له ليس فقط التدفق النقدي، ولكن لبناء شئ عظيم يمكن ان تجده خارج الحياة العملية كلها.
لكي يستمر البناء علي الشركات العظيمة التمسك:
- وضع الاشخاص المناسبين ( القيادة من المستوي الخامس)
- الايدلوجية الجوهرية ( من اولاً)
- مفهوم القنفد
- ثقافة الانضباط
اترك رد