وارن بافيت ذلك العقل المالي الرائع الذي جذب الأنظار وحقق إنجازات استثمارية استثنائية، يمتلك شغفًا بالأعمال والاستثمار، ويتميز بفلسفته الفريدة والملهمة فقدأسس إمبراطورية مالية واحتل مكانة بارزة كأحد أثرياء العالم.
كما أنه معروف بجعله الأمور المعقدة في عالم الأموال أمورًا بسيطة، لذلك أصبحت نصائحه الاستثمارية كنزًا للباحثين عن النجاح المالي، دعونا نستكشف سويًا قصة هذا العبقري المالي ورحلته المثيرة نحو الثروة والحكمة المالية.
من هو وارن بافيت؟
وارن بافيت هو مستثمر ورجل أعمال أمريكي، وُلد في 30 أغسطس 1930 في أوماها، نبراسكا، وهو ابن لعضو الكونغرس ورجل الأعمال هوارد بافيت.
أظهر اهتمامًا كبيراً بالأعمال والاستثمار في شبابه، حيث درس في جامعة بنسلفانيا وجامعة نبراسكا، ثم حصل على تعليم إضافي في معهد نيويورك المالي.
بدأ شراكات تجارية بما فيها الشراكة مع جراهام، وأسس شركة “بافيت بارتنرشيب” التي استحوذت لاحقاً على شركة بيركشاير هاثاواي لتصنيع المنسوجات.
كما أنه يعتبر رئيس مجلس إدارة شركة “بيركشاير هاثاواي”، وهي إحدى أكبر الشركات الاستثمارية في العالم، لذلك فهو يشتهر بنهجه في استثمار القيمة.
حيث يختار الشركات ذات الجدارة والميزة التنافسية للاستثمار على المدى الطويل، لذلك يعتبر بافيت واحدًا من أشهر المستثمرين في العالم ويُلقب بـ “أوراق مالية أوراكل” أو “سيد الاستثمار”.
كما يُشار إلى نجاحاته وحكمته في مجال الاستثمار والأعمال باعتباره إحدى الشخصيات الرئيسية في عالم الأعمال والمال.
ويشتهر بافيت أيضًا بجهوده الخيرية، حيث تعهد بالتخلي عن جزء كبير من ثروته لصالح مؤسسة بيل ومليندا غيتس، وشارك في حملة “تعهد عطاء” لتشجيع التبرعات الخيرية على مستوى عالمي.
ثروة وارن بافيت
وارن بافيت يحتل المرتبة التاسعة بين أثرياء العالم، حيث تصل ثروته إلى ما يزيد عن 120.8 مليار دولار، وزادت ثروته هذا العام بمقدار 13.3 مليار دولار.
أعلنت مجموعة “بيركشير هاثاواي”، التابعة للملياردير الشهير بافيت، عن تحقيق مكاسب تجاوزت 20 مليار دولار في استثمارات الأسهم خلال الربع الثاني.
أشارت المجموعة إلى أن 78% من قيمة الاستثمارات تركزت في خمس شركات خلال الفترة من أبريل إلى يونيو.
هذه هي الشركات الخمس التي ترتكز عليها محفظة الاستثمارات لدى بافيت:
- شركة “أبل” بقيمة 177.6 مليار دولار.
- “بنك أوف أميركا” بقيمة 29.6 مليار دولار.
- شركة “أميركان إكسبريس” بقيمة 26.4 مليار دولار.
- “كوكاكولا” بقيمة 24.1 مليار دولار.
- “شيفرون” بقيمة 19.4 مليار دولار.
اقرأ أيضا: أغنى 10 أثرياء في العالم.
الوصفة السرية لاستثمار وارن بافيت
في الخطابات السنوية التي يقدمها وارن بافيت لحملة أسهم الشركة يشرح “الوصفة السرية” التي يتبعها عند شراء الأسهم، مشيرًا إلى اختياره للاستثمار في شركات ذات جاذبية اقتصادية على المدى الطويل تحت إدارة مديرين موثوقين.
يُعرف هذا النهج بـ “استثمار القيمة” حيث يهدف إلى شراء الأسهم المتوقع تحسين أدائها على المدى الطويل بدلاً من التداول القصير الأجل، والذي يعرف أيضا بالاستثمار النشط.
جدير بالذكر أن اختيار الأسهم ذات الجودة العالية يتطلب النظر في 4 أسئلة أساسية محددة، كما ذكر تشارلي مونغر نائب رئيس شركة “بيركشاير هاثاواي” وهى على النحو التالي:-
1. هل تدرك مجال عمل الشركة؟
يعتبر بافيت أن فهمك لكيفية عمل الشركة والقيمة التي تقدمها للمستهلكين أمر حيوي، حيث يؤكد على أهمية اتخاذ قرارات الاستثمار بعد فهم مكانة الشركة على المدى الطويل، إذ يقول: “إن لم تكن على استعداد لامتلاك السهم لمدة 10 سنوات، فلا تفكر بامتلاكه لمدة 10 دقائق”.
وقد تعكس هذه المقولة قاعدة التركيز على الاستثمار طويل الأمد، وعلى الرغم من فقدان “بيركشاير هاثاواي” لفرص الاستثمار في شركات مثل “غوغل” و”أمازون” بسبب قلة الفهم لأعمالهما، إلا أن الشركة استفادت من استثمارات ناجحة في شركات أخرى مثل “أميركان إكسبريس” و”كوكاكولا”.
2. هل لهذه الأعمال ميزة تنافسية؟
وارن بافيت يؤكد على أهمية اختيار استثمار يتمتع بميزة تنافسية، ويعتبر هذه الميزة خطوة مهمة لإقامة خندق اقتصادي يعزز حماية الشركة، حيث أنه كلما كانت الميزة التنافسية أكثر قوة كلما زادت فرص الشركة في الازدهار على المدى الطويل، يمكن أن تكون هذه الميزة علامة تجارية قوية مثل “كوكاكولا” أو نموذج تجاري فريد يلفت انتباه العملاء.
اقرأ أيضا: دور خدمة العملاء في نجاح أعمال الشركات.
3. هل تتمتع إدارة الشركة بالنزاهة والموهبة؟
يولي بافيت اهتمامًا خاصًا لثلاثة جوانب في تقييم إدارة الشركة وهم: الذكاء، المبادرة، والنزاهة. كما أنه يعتبر النزاهة العنصر الأساسي بناءً على قوله في عام 1998، حيث يرى أن وجود شخص غير نزيه في قيادة الشركة يؤدي إلى نتائج سلبية. يؤكد بافيت على أهمية النزاهة في بناء الثقة، مما يقلل من حاجة المستثمر لإجراء فحص دقيق لكل قرار يتخذه الشركة.
4. هل السعر منطقي؟
يركز بافيت كمستثمر على البحث عن شركات يظهر أن سعر أسهمها أقل من قيمتها الحقيقية، ومن خلال النظر إلى عدم وجود مقياس عالمي لقيمة الشركة يسعى بافيت للاستثمار في الشركات التي تتيح فرصة للنمو المستقبلي وتحقيق أرباح مستدامة على المدى الطويل.
كما أنه يفضل شراء الأسهم عندما يكون سعرها منخفضا بالمقارنة مع قيمة الشركة، ويعبر بافيت عن تفضيله لشراء أسهم شركة رائعة بسعر عادل بدلاً من شراء أسهم شركة جيدة بسعر رائع، ويؤكد على ضرورة وجود شركات من الدرجة الأولى مع إدارة متميزة.
نصائح وارن بافيت للشباب
يقدم وارن بافيت العديد من النصائح الهامة حول الاستثمار والتي تفيد الشباب والمبتدئين في مجال الأعمال، ومن بين تلك النصائح ما يلي:
- تجنب الخسائر المالية: يشدد بافت على صعوبة استرجاع الأموال بعد الخسارة، مما يجعل تجنب الخسائر أمراً حيوياً يجب التركيز عليه بقدر الإمكان.
- احصل على قيمة عالية بتكلفة منخفضة: يشجع على دفع ثمن مناسب مقابل القيمة المستلمة، ويحذر من دفع أموال زائدة لأشياء لا تستحق.
- بناء عادات مالية صحية: كما ينصح بأهمية تطوير عادات مالية إيجابية وتجنب السلوكيات الضارة التي يمكن أن تؤثر سلباً على الوضع المالي.
- تجنب الديون: يحث على تجنب الديون، خاصة الفائدة العالية على بطاقات الائتمان، مع التحذير من تأثير الرفع المالي الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مالية.
- احتفظ دائماً بسيولة نقدية: يشدد بافيت على أهمية الاحتفاظ بمبلغ كبير من النقدية لتعزيز سيولة الأعمال ويصفها بأنها كالأكسجين الضروري.
- استثمر في ذاتك: ويبرز بافيت أهمية الاستثمار في تطوير المهارات الشخصية مشيراً إلى أن أي جهد يبذله الفرد في تطوير نفسه سيعود عليه بقيمة أعلى.
- تعلم عن المال: كما يرى أن فهم ودراسة إدارة المال تعد جزء أساسي من الاستثمار في النفس، حيث أنه يقلل من المخاطر ويزيد من مستوى الأمان.
- تعلم العطاء: يشدد على أهمية التعاطف والمساهمة في المجتمع، مع التأكيد على التزامه وتعهده للتبرع بجزء من ثروته للناس الذين هم في أصعب الظروف المعيشية.
يمكنك تعلم الاستثمار في الأسهم باحترافية من هنا.
ختاماً، يمكن القول أن الملياردير الشهير وارن بافيت يعد نموذج مثالي لتعلم الاستثمار وإدارة الأعمال وتحقيق النجاح في الحياة بصفة عامة.
اترك رد