لكي تعلم مدى اهتمام السعودية في الذكاء الاصطناعي، انظر إلى “مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي” والذي حصلت السعودية على المركز الأول فيه عالميًا.
وهذا المؤشر هو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الإصطناعي، يصدر عن “Tortoise Intelligence” ويقيس استخدام الذكاء الاصطناعي بأكثر من 60 دولة في العالم.
ماهو الذكاء الاصطناعي (AI)؟
وهو علم الكمبيوتر الذي يقوم على حل المشكلات المعرفية المرتبطة بالذكاء البشري، فهو يساعد الإنسان في أداء مهماته بسرعة وفعالية، ويمكنه من صنع الآلات الذكية.
ولا يمكن الاستغناء عنه اليوم في الكثير من القطاعات الرئيسية، لذلك حرصت المملكة على أن تكون الرائدة في هذا المجال لما له من أهمية كبيرة في تطور مؤسسات الدولة.
استخدام الذكاء الاصطناعي في السعودية:
1- الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا “SDAIA”:
بدأ اهتمام المملكة العربية السعودية في الذكاء الاصطناعي منذ وقت مبكر، حيث أصدر الديوان الملكي أمرًا بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي”سدايا”.
وهي عبارة عن هيئة حكومية سعودية، يرأس مجلس إدارتها رئيس مجلس الوزراء السعودي.
و يرتبط بسدايا كلًا من«المركز الوطني للذكاء الاصطناعي»، و«مكتب إدارة البيانات الوطنية» اللذين أنشئا معها، إضافةً إلى مركز المعلومات الوطني.
وتعتبر سدايا المرجع الوطني في كل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة.
2- حققت المملكة العربية السعودية نسبة 100% في معايير “مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي” ومن أبرز هذه المعايير:
- وجود استراتيجية وطنية متخصصة ومعتمدة للذكاء الإصطناعي في السعودية.
- اعتماد جهة حكومية مخصصة للذكاء الإصطناعي.
- تخصيص الميزانية والتمويل للذكاء الإصطناعي.
- تحديد ومتابعة مستهدفات وطنية خاصة بالذكاء الإصطناعي.
3- خصصت المملكة العديد من الدورات والكورسات في التعلم الآلي للعاملين فيها على اختلاف مجالات عملهم، حيث أنهم يحتاجونها من أجل تحسين مهاراتهم وتطويرها.
4- نظمّت السعودية في أكتوبر عام 2020 “القمة العالمية للتعلم الآلي”، وضمت هذه القمة الكثير من شركات التكنولوجيا ورجال الأعمال والأكاديميين بالإضافة إلى ممثلين من كلًا من القطاعين العام والخاص،
وكان الهدف من هذه القمة هو معرفة المزيد حول استخدام الذكاء الإصطناعي على أكمل وجه بهدف تأسيس مستقبل مليء بالتطور في المملكة.
5- تخطط المملكة العربية السعودية لإنشاء أكثر من 400 شركة ناشئة في مجال التعلم الآلي بحلول عام 2030 وذلك بميزانية تقارب ال 80 مليار ريال سعودي.
6- أطلقت المملكة العربية السعودية تطبيق اسمه “علّام” الذي يقوم بالرد على استفسارات المستخدمين وأسئلتهم باللغة العربية الفصحى.
7- منصة ديم:
ديم هي منصة حكومية سعودية تعنى بالحوسبة السحابية، أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والتعلم الآلي “سدايا”،
ممثلة بمركز المعلومات الوطني وذلك في مارس عام 2020، وتعد السحابة الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
8- أكاديمية سدايا:
و هي إحدى مبادرات سدايا “SDAIA” والتي تهدف إلى تطوير و دعم الكفاءات الوطنية العاملة في كلًا من القطاعين الخاص و الحكومي،
وتقوم أكاديمية سدايا بتنظيم العديد من البرامج والأنشطة المتنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات وذلك بالتعاون مع الجهات المحلية والعالمية الرائدة بغرض بناء القدرات والكفاءات المناسبة لسوق العمل.
9- برنامج Elevate:
يعد برنامج Elevate الأول من نوعه على مستوى العالم، فهو يهدف لتدريب 1000 امرأة من 28 دولة، في مجالي البيانات والذكاء الإصطناعي.
10- القطاع الصحي:
وقعت سدايا عام 2021 على مذكرة تعاون مشترك في مجال القطاع الصحي، ممثلة بالمركز الوطني للذكاء الإصطناعي وشركة (إيكيوفيا)،
وذلك بغرض استكشاف الفرص ذات الإهتمام المشترك، ودعم الإبتكار في مجال البيانات الصحية في المملكة العربية السعودية،
وذلك بحضور معالي الدكتور (عبد الله بن شرف الغامدي)، ورئيس شركة (إيكيوفيا) في الشرق الأوسط و أوروبا وأفريقيا وجنوب آسيا (أليستير جرنفل)، ونائب الرئيس الأول والمدير العام للشركة في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا (أميت سادانا).
11- برنامج غاية:
تم إطلاق برنامج غاية في شهر يوليو من عام 2023؛ وذلك بالتعاون مع البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات (NTDP) وشركة “New Native”،
يسعى هذا البرنامج إلى تعزيز مكانة السعودية العلمية، وجعلها في مقدمة الدول التي تستخدم التعلم الآلي حول العالم، مستهدفًا روَّاد الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة التقنية.
كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل التوظيف؟
يعد هذا السؤال أحد الأسئلة الجوهرية التي يتم طرحه كلما تم الحديث عن الذكاء الاصطناعي ودوره في المستقبل،
لكن مايجب معرفته أنه وعلى الرغم من أن الذكاء الإصطناعي سيحل محل 73 مليون وظيفة حول العالم إلا أنه سيخلق 130 مليون وظيفة جديدة، وذلك وفقًا لماصرّح به ناصر سليمان الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات السعودية.
حيث أنه سيضع حدًا للوظائف الشاقة، و التي كانت تتطلب عددًا كبيرًا من العمال، مثل الوظائف في قطاع الصحة وقطاع التجزئة وغيرهما.
وستصبح جميع العمليات البسيطة مؤتمتة، مما سيوفر الوقت على المستهلكين، كما ستطرأ تحسينات في المنتج وجودته.
وإن هذا التطور لن يقتصر على الصناعات فقط بل إن الخدمات الصحية والسيارات والخدمات المالية ستسفيد من ترقياته أيضًا.
لذلك فإنه من المهم أن نقوم بتطوير مهارات الموظفين وصقلها، كي تواكب التغيرات المفاجئة التي سيحدثها التعلم الآلي في المستقبل.
مشروع نيوم:
كلمة نيوم تعني “المستقبل الجديد”، وهو رؤية لما يمكن أن يكون عليه المستقبل في السنوات القادمة.
و نيوم هو مشروع بقيمة 500 مليار دولار أمريكي لانشاء مدينة على أرض المملكة العربية السعودية، هذه المدينة ستكون صديقة للبيئة ومبنية بالاعتماد على التكنولوجيا الذكية وستكون خالية تمامًا من السيارات والنفط.
وسيتم تشغيل هذه المدينة بالاعتماد على الطاقة النظيفة بنسبة 100٪، في نيوم، لن تعتمد المملكة العربية السعودية على النفط فقط، بل ستعتمد على 16 قطاعًا اقتصاديًا رئيسيًا بما في ذلك قطاعات النقل والطاقة والمياه والتكنولوجيا الحيوية.
كما أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخرً عن مشروع جديد خالٍ من الكربون في نيوم أطلق عليه اسم “ذا لاين”،
“ذا لاين” هي مدينة ضخمة داخل مدينة نيوم وستكون خالية من الشوارع أو السيارات.
إن مدينة نيوم هي مثال حي عن على كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي لطريقة حياتنا و عملنا، وهي أكبر دليل على المستقبل الجديد الذي تقودنا إليه المملكة العربية السعودية.
الاقتصاد السعودي والذكاء الاصطناعي:
مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي سيغير قواعد اللعبة في الاقتصاد السعودي، فمن المتوقع أن تحقق المملكة مكاسب قد تصل إلى 135 مليار دولار في القطاع الاقتصادي وذلك بحلول عام 2030.
أي ما يكافئ 12.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وقد أطلق البعض على هذه المرحلة اسم “الثورة الرابعة”.
فالحكومات في الشرق الأوسط والعالم العربي باتت تتجه إلى التنويع في المصادر بعيدًا عن النفط، وتتحول نحو اقتصادات الذكاء الاصطناعي.
ومن أشهر هذه الدول دولتي السعودية والإمارات العربية المتحدة و هما اللتان تقودان الطريق في هذا التطور، وتعملان معًا من أجل تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم كله.
وقد حلت الدولتان في رأس القائمة لأفضل 50 دولة في مؤشر الابتكار العالمي 2017.
في النهاية نلاحظ أن التغيير يحدث والتكنولوجيا لا تنتظر أحدًا، وسواءٌ أكنت طالبًا جامعيًا، أو خريجًا جديدًا، أو أنك تتطلع لدخول أي مجال جديد، فإنّ الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير حقيقي وكبير على مهنتك في المستقبل القريب.
اترك رد