هل الحصول علي شهادات علمية يحتم نجاح الشخص ؟! الواقع يجيب علي التساؤل بألاف بل الملايين من يحملون الشهادات العليا، والدكتوراه ولا يزالون لم يخطو خطوة نحو تحقيق احلامهم.
بل البعض تخلي عنها ويأس من ظروف الحياة المفروضة عليهم، واستسلم لواقع افترضوا إنه خارج عن إراداتهم.
علي النقيض التام قليلون من استطاع محاربة الظروف وفرضوا هم ذكائهم علي الواقع، بعقلية ريادية أداروا عجلة النجاح تجاههم.
أسباب عدم نجاح رواد الاعمال في التعليم
الكثير من رواد التعليم الناجحين عملياً لم يحققوا ذات النجاح تعليمياً، لعدة أسباب هي:
- التفكير خارج الصندوق
الحضور المدرسي وتلقي ذات الدروس التعليمية والامتحانات المنهجية لا توفر عقلية رائد الاعمال الناجح.
بل دائماَ يفكرون بطريقة مغايرة عن جميع اقرانهم، فتجربة أشياء جديدة والابداع في حل مشكلة لم يتمكن أحد من حلها هي الطريقة التي يفكرون بها.
- تفضيل الخبرة علي الكتب
أن تجرب شيء أفضل بكثير من الاكتفاء بقراته، الاكتفاء بقراءة المناهج الدراسية والامتحان فيها لن يفيد في تغير الواقع في شيء، بل العكس تأتي أغلب هذه المناهج منافية للواقع المعايش خارجها. ويفاجئ الخريج بواقع لم يدرسه.
- الاستقلالية
صفة الاستقلالية راسخة في عقلية رائد الاعمال، والتي صعب أبرزها في ظل خطوات دراسية ممنهجة، فهم عادة يحبون العمل المستقل بعيداً عن البيئة المدرسية.
- التعليم وليس المؤسسة
المعروف عن رواد الاعمال حب القراءة والتعلم من الكتب، لكن لا ىفضون طريقة التعليم التقليدية كالذهاب للمدرسة، الطموح لديهم أقوي من التعليم داخل النظام المدرسي التقليدي.
ايضاً الانترنت أصبح وسيلة فعالة للوصول لأي دورة دراسية يريدونها، دون التقيد بالحضور المدرسي.
- النجاح ليس مجرد علامات
تخزين المعلومات والحصول علي أعلي الدرجات ليس وحده طريق الوصول للنجاح، لكن ذوي العقليات الريادية لا يتفوقون في المدرسة نظراً لاستقلاليتهم والرغبة في التعلم من خلال الممارسة.
ربما الهدف واحد لكن الطرق مغايرة.
رواد اعمال ناجحين تركوا التعليم الاكاديمي
اليك قصص نجاح ملهمة حاربت واقع مؤسف حتي ضُرب بها المثل في ريادة الاعمال.
1- جورج ايستمان
مؤسس شركة كوداك العملاقة الذي تربعت علي عرش التصوير الفوتوغرافي لأكثر من قرن.
ايستمان كان متسرباً من المدرسة الثانوية، وتم وصمه بانه ليس موهوباً وفقاً للمقاييس الاكاديمية، ولانه كان شاباً فقيراً يعول أمه وشقيقتيه.
بدأ حياته المهنية في الرابعة عشر من عمره، بوظيفة في شركة للتامين، ثم درس المحاسبة في المنزل، الامر الذي اهله للعمل كموظف في بنك روتشستر المحلي.
عقلية جورج وقدرته علي التغلب علي صعوباته المالية، وموهبته علي الادارة والتنظيم أهلته الي ان يصبح رجل أعمال ناجحاً في العشرينات من عمره.
من خلال تبسيط عملية التصوير الفوتوغرافي في وقت كانت الكاميرا بحجم الميكروويف، العقلية التي مكنته فيما بعد من بناء شركة كوداك العملاقة.
2- ستيف جوبز
“إنهم يعلمونك كيف يفكر الاخرون، خلال سنواتك الأكثر إنتاجية، إنه يقتل الابداع ويجعل الناس مغفلون”.
عندما كان جوبز في الثانوية كان صديقاً لمعلم نادي كمبيوتر ستيف وزنياك، والتحق جوبز لكلية ريد بورتلاند، لكنه ترك الدراسة بها بعد ستة أشهر.
قال جوبز” لم أتمكن من رؤية القيمة فيه، بم يكن لدي فكرة عما أريده في حياتي ولا فكرة كيف ستساعدني الكلية في ذلك”.
لاحقا بعد تركه لكلية ريد بروتلاند ابتكر جوبز و زيناك سلسلة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، حتي نجاحا في عام 1976 من اطلاق شركة أبل.
3- مارك زوجربيرج
أظهر مارك اهتماماً كبيراً للاجهزة الكمبيوتر، الامر الذي دفعه الي تعلم اساسيات البرمجة، وفي سن الثانية عشر قام بتطوير نظام المراسلة الفورية الذي استخدمه والده في مكتبه.
التحق زوجربيرج بجامعة هارفرد لكنه ترك الجامعة في السنة الثانية، كي يركز علي تطوير فيسبوك الذي كان تطويراً لموقع Harvard connection.com ، الامر الذي دفع مؤسسي الموقع لمقاضاة مارك لسرقة المليكة الفكرية في عام 2004.
حتي توصلوا الي اتفاقية تسوية بملاين الدولارات ومليكة الاسهم في عام 2008.
التعلم الذاتي كان اهتمام زوجربيرج الاول بجانب اهتمامه بالبرمجة وامتلاك عقلية المجازفة، الذي أوصله ليحتل المركز الخامس عشر في قائمة اغني الاشخاص في العالم.
4- لاري إليسون
ترك لاري التعليم الجامعي مرتين خلافاً للجميع، مرة من جامعة إلينوي والاخري من جامعة شيكاجو.
وذلك حتي يستطيع عمل مختبرات SDL للبرمجيات، والتي أبحت فيما بعد شركة أوراكل. ترك التعليم الجامعي لم يوقفه حتي وصل صافي ثروته 54 مليار دولار.
5- بيل جيتس
في عام 1975 ترك جيتس جامعة هارفرد، مكنه ذكائه وصراره من تأسيس شركة مايكروسوفت مع صديقه بول الين.
لكن جامعة هارفرد منحته شهادة فخرية في عام 2007. أعلن جيتس ” علي الرغم من أنني تركت الكلية وحالفني الحظ في ممارسة مهنة في مجال البرمجيات، الا أن الحصول علي الدرجة العلمية هو طريق اكثر ضماناً للنجاح”.
6- مايكل ديل
ترك ديل تعليمه الجامعي في السنه الاولي في كلية الطب جامعة تكساس عام 1983، خلال فترة المراهقة استثمر الاموال التي حصل عليها بالعمل في دوام جزئي في شراء الاسهم والمعادن الثمينة.
في عمر خمسة عشر عاماً، قام بشراء اول جهاز كمبيوترApple II وقام بتفكيك اجهاز ليري كيف يعمل.
ركز ديل علي تعلم المهارات الامر الذي أوصله من كسب 200 الف دولار في السنه الاولي من عمله في بيع الاشتراكات في صحية هيوستن بوست في الصيف.
عرف ديل كيف يمكنه التفوق، فترك جامعة تكساس، وقام بتأسيس شركة MSD Capital وهو في عمر التاسعة عشر، ثم أس فيما بعد شركة Dell Inc.
7- والت ديزني
لم يلتحق ديزني بالجامعة، بل ترك المدرسة الثانوية كي يلتحق بالجيش وهو في عمر السادسة عشر، لكنه قام بتزوير شهادة ميلاده وانضم بعدها الي المجهود الحربي للصليب الاحمر.
لاحقا عمل كرسام وهو في سن الثامنة عشر، ثم أسس شركة ديزني للرسوم المتحركة وهو في التاسعة عشر.
8- ريتشارد برانسون
يقول ريتشارد ” كنت طفلاً يعاني من عسر القراءة ولم يكن لدي سوي القليل من الفهم لما كنا نتعلمه وما كان يحدث غلي السبورة.
لكنه بدأ في التخطيط لمجلة لحث الشباب علي القيام بحملة من اجل تغيير نظام التعليم لجعله اكثر ملائمة للناس، الامر الذي عرضه للطرد من مدرسته الداخلية.
بحلول سن الثانية والعشرون كان قد أنشأ مجلته وافتتح سلسة متاجر student وأسس العلامة التجارية ” Virgin Records “، العلامة التي حققت ثروته وتسيطر علي 400 شركة اخري تدير القطارات والطائرات والصواريخ.
9- جان كوم
مهاجر انتقل الي الولايات المتحدة الامريكية مع والدته في سن السادسة عشر، بينما كان طالباً في جامعة سن خوسيه، كان يعمل كمهندس للبينة التحتية في شركة ياهو، وقد ترك التعليم الجامعي بعد عمله في ياهو بأسبوعين.
قد تقدم جان كوم للحصول علي وظيفة في فيس بوك لكن تم رفضه، ثم قام بالمشاركة في تأسيس تطبيق المراسلة واتس اب، التطبيق الذي اشترته فيسبوك مقابل 19 مليار دولار عام 2014.
10- جاك دورسي
عندما كان دورسي مراهقاً انشأ برنامج لأرسال سيارات الاجرة، الحتق جامعة نيويورك الذي تركها في عام 1999.
شارك دورسي فب تأسيس تطبيق تويتر في عام 2006 مع ايف ويلييامز وأخرون، وكان الرئيس التنفيذي حتي عام 2008، وترك المنصب ثم عاد اليه في عام 2015.
كما شارك في تأسيس شركة “Squar” للدفع لتسهيل معاملات الائتمان عام 2009، التي طرحها للاكتتاب العام عام 2015.
عند استقالته من منصب الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، قال” أن كونها شركة يقودها مؤسسها كان مقيداً للغاية ونقطة فشل واحدة”.
العديد من رواد الاعمال غير قادرين علي اشباع فضولهم وتحقيق طموحهم في المدارس والكليات، لذلك يتركون الدراسة.
في دراسة “للحمض النووي للمبتكر” وجد ثلاث نقاط لفهم ريادة الاعمال لدي الشباب، وهي ( الفضول المستمر المحرك للإنجاز الريادي، وعدم اشباع ذلك الفضول في سياق المدراس والكليات، ثالثاً المخزون المعرفي الاكاديمي والذي لا يفيد اصحاب العقلية الريادية بدرجة كافية).
يجب تغير اولويات التعليم، ليكون الهدف منها تزويد الطلاب بالقدرات العقلية والمعرفية التي تشبع طموح وفضول رواد الاعمال.
اترك رد