نضع اليوم بين أيديكم ملخص كتاب حوار مع صديقي الملحد، وهو أحد أشهر كتب الفيلسوف والمفكر المصري مصطفى محمود.
حيث تمتاز كتب الدكتور مصطفى محمود بقوة السرد ووضوح البرهان ففي كتاب حوار مع صديقي الملحد ستجد أن الدكتور مصطفى قد استخدم أسما المعاني وبارز خصومه في الكلمات فهي أقوى من صليل السيوف وذلك لإقامة الحجة على كل الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها.
نبذة عن الكاتب مصطفى محمود مؤلف كتاب حوار مع صديقي الملحد:
كاتب وطبيب ومفكر مصري ولد عام 1921م،
ودرس وتخرج من كلية الطب، وفي عام 1960م تفرَّغ للكتابة تمامًا.
تزوج مصطفى محمود عام 1961م ورزق بابنته أمل وابنه أدهم وانفصل عن زوجته الأولى عام 1973م،
ثمَّ تزوج للمرة الثانية وانتهى الزواج الثاني بالانفصال أيضًا 1987م.
ألف 89 كتابًا تتحدث عن العلم والدين والفلسفة والسياسة بالإضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
ومن كتبه كتاب حوار مع صديقي الملحد وهو أحد أشهر الكتب الذي ألفها حيث صدر هذا الكتاب عام 1986م، وهو كتاب فلسفي ديني، يحتوي الكتاب على ردود للكثير من الأسئلة التي يسألها الملحدون في الدين الإسلامي.
كما أنَّ هذا الكتاب يجيب على بعض التساؤلات الوجودية المادية التي تخطر في بال أي إنسان، وفي كتاب حوار مع صديقي الملحد يقوم الدكتور مصطفى محمود بسرد حوار فكري بينه وبين صديق خيالي ملحد ابتكره الكاتب من أمهات أفكاره.
يقوم هذا الصديق الخيالي بطرح بعض الأسئلة الوجودية الإلحادية، مثل سؤال: هل الله موجود؟ من خلق الله؟ .
ويجيبه الدكتور مصطفى محمود بطريقة علمية ومنطقية.
تعرّض كتاب حوار مع صديقي الملحد منذ إصداره إلى العديد من الانتقادات من قبل علماء الدين وذلك بسبب اعتماده على الفلسفة والعقل فقط في الإجابة عن الأسئلة الإلحادية.
اقرأ أيضا:
رائد الاعمال سكوت فاركوهار مؤسس شركة أتلاسيان Atlassian.
ملخص كتاب حوار مع صديقي الملحد:
1- “لم يلد ولم يولد”:
يقول الملحد ساخرًا تقولون أن الله موجود وهو خالق كل شيء فمن إذًا خلق الخالق؟
فيرد الدكتور محمود عليه بقوله أن سؤاله فاسد فكيف يقر بأن الله هو الخالق للكون، ثم يجعله في نفس السؤال مخلوقًا.
فالله قد خلق كلًا من الزمان والمكان والنسبية لذلك فهو يعلو عليهم، ويكمل استشهاده بأقوال الفلاسفة والعلماء والحديث.
2- إذا كان الله قدر أفعالي فلماذا يحاسبني؟:
وفي هذاالجزء من كتاب حوار مع صديقي الملحد يرد الدكتور عليه بمثال واضح في حياتنا اليومية فأنت كثير من الأحيان تعلم أن ولدك سوف يقوم بخطأ ما وعندما يقوم به تحاسبه عليه،
مشيرًا إلى أن للإنسان الحرية الكاملة في كبت شهوته أو الإنصياع لها وله أيضًا حرية اختيار الخير أو الشر وبالتالي فهو يحاسب على اختياراته تلك.
3- لماذا خلق الله الشر؟:
يرد الدكتور مصطفى محمود أن الله قد خلق الشر لحكمة بالغة، فالإنسان في هذه الحياة لن يعرف قيمة النعمة التي يعيش فيها إلا إذا تعرض لعكسها،
وأن الله سبحانه وتعالى قد فطر الناس على الخير لكنهم اختاروا عكس ذلك.
4- وما ذنب من لم يصله القرآن؟:
سأل الصديق الملحد صديقه المؤمن لم يحاسب الله من لم يصلهم القرآن، رد المؤمن بأن الله في كتابه قد كتب على نفسه الرحمة ولم يحرم منها أحدًا من خلقه وهو سبحانه منزه عن الظلم،
فعِلم أولئك الذين لم يصلهم القرآن هو عند الله، وقد يريد الله لحكمته أن ينذر أحدًا وأن يعذر آخر فيقبل منه أهون الإيمان.
واستشهد أيضًا بآية من سورة النحل
بسم الله الرحمن الرحيم: (”ولقد بعثنا في كل أمة رسولا”)، أي أن هناك رسل لهذه البشر لكن لم نعرف عنهم شيئًا.
5- “الجنة والنار”:
وفيه يسأل الملحد لم يعذب الله الإنسان عذاب غير محدود في النار على ذنب فعله في زمن قصير للغاية،
فأجاب الدكتور بأن قدر الإنسان عند الله كبير وعظيم، وأولئك الذين كتب عليهم الخلود في النار لو استجاب لهم الله وأعادهم إلى الدنيا فإنهم سيعودون لكفرهم وظلمهم فقد قال تعالى في كتابه العزيز،
بسم الله الرحمن الرحيم: (“ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون”). صدق الله العظيم.
6- حكاية الإسلام مع المرأة:
أشار الملحد إلى أن الإسلام قد ظلم المرأة فأعطاها في النصيب الأقل في الميراث، وجعل الطلاق بيد الرجل، بالإضافة إلى تعدد الزوجات،
فرد المؤمن بأن الإسلام عظّم المرأة فحرّم وأدها وترك لها حرية العمل والعبادة.
والتعدد هدفه بأن تُحفظ حقوق المرأة فعندما تكون زوجة ثانية يكون لها حقوق في النفقة والميراث على عكس العشيقة التي لا حق لها ولا نفقة.
أما حق المرأة في الميراث بأنه أقل من حق الرجل فذلك لأن الرجل مكلف بالنفقة على أهله كلهم في حين أسقط الإسلام ذلك عن المرأة.
7- هل الدين أفيون؟:
فهو يعد الفقراء بالجنة ويحرمهم من متع الدنيا، فيرد الدكتور بأن الدين الإسلامي لم ينسى حق الفقراء بل أمر بالصدقة والزكاة وذلك لتنعدم الرأسمالية والطبقية وليسود العدل في المجتمع.
8- الضمير:
يقول الملحد بأننا نقدس الضمير وكأنه شيء مطلق مع أنه من صنعنا، يرد المسلم أن الضمير نور وضعه الله في الفطرة و ليس من صنع الإنسان ولو كان مصنوعًا كما يزعم فسيكون لدى أشخاص بعينهم دون آخرين.
9- هل مناسك الحج وثنية؟:
يبتسم هنا الملحد بكل خبث ويقول أن مناسك الحج وبناء الكعبة ورجم الشيطان هي طقوس وثنية،
فيرد عليه الدكتور بكل هدوء ويقول: أننا درسنا في قوانين المادة أن الإلكترون يدور حول الذرة والقمر حول الأرض، والأرض حول الشمس والشمس حول المجرة، وهكذا حتى نصل إلى الأكبر مطلقا وهو الله.
فالأصغر دائما يطوف حول الأكبر، وعندما نقول أن الله أكبر، فلذلك يطوف كل شيء حوله.
إنه قانون المادة العلمي الذي تتشدقون به أنتم الملاحدة، الصغير حول الكبير، فأنت تطوف حول الشمس رغمًا عن أنفك.
أما نحن فنطوف بإرادتنا حول بيت الله، فهو أول بيت وضع للناس.
10- هل القرآن من تأليف محمد؟
لو كان القرآن من تأليف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لكان به أي شيء يذكر عنه وعن همومه أو عن ابنه الذي مات بين يديه، أو عن انتصاراته وزوجاته
بل لم يكن فيه أي لوم أو عتاب للنبي مثل قول الله “عبس وتولى”.
بالإضافة إلى ذلك أن القرآن يحتوي على بلاغة ودقة لغوية وعلوم لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلها.
11- كلمة لا إله إلا الله:
يقول الملحد أنت تقولون أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.
فيرد المؤمن أن كلمة لا إله إلا الله هي قول باللسان وإيمان بالجنان فلا يصح أن تقول بلسانك وقلبك مليء بالكفر.
وتشير في معناها أن لا شيء في هذا الكون يستحق العبادة سوى الله، فهو خالق كل شيء ومليكه.
12- معنى الدين:
الدين الحق هو معرفة الله تعالى حق المعرفة وليس فقط كما يقال أن الدين هو المعاملة،
معرفة الإنسان لربه حق المعرفة تجعله يسمو بأخلاقه وقيمه والتي بدورها تسمو به عند الله في الدنيا والآخرة.
14- فزنا بسعادة الدنيا وفزتم بالأوهام:
في نهاية الكتاب يشير الملحد أننا معشر المسلمين قد خسرنا متاع الدنيا بانسياقنا خلف تلك أوهام،
فيرد عليه الدكتور بأن الملحد سوف يتفاجأ المفاجأة الكبرى حين يلقى الموت ومن ثم يرى النار والجنة وحساب في انتظاره.
اقتباسات من كتاب حوار مع صديقي الملحد:
- “أروني صنعةً تُعرض على صانعِها خمسَ مراتٍ في اليوم وتتعرَّض للتلف”.
- “والحج عندنا اجتماعٌ عظيم ومؤتمرٌ سنويٌّ، ومثله صلاة الجمعة وهي المؤتمر الصغير الذي نلتقي فيه كل أسبوع”.
- “خوف الله شجاعة، وعبادته حرية، والذل له كرامة، ومعرفته يقين وتلك هي العبادة”.
- “إنَّ أتفَهَ المقدمات ممكن أن تؤدِّي إلى أخطر النتائج، وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء، وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيءٍ”.
- “وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخيارًا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرًا، وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار”.
- “التفاوتُ بين الناس حقيقة جوهرية”.
- “فالحرية الفردية لا تؤكد ذاتها إلا في وجه مقاومة تُزحزحها؛ أما إذا كان الإنسان يتحرَّك في فراغ بلا مقاومة من أي نوع فإنه لا يكونُ حرًّا بالمعنى المفهوم للحريّة؛ لأنَّه لن تكون هناك عقبة يتغلَّب عليها ويؤكِّد حريته من خلالها!”.
كان هذا ملخص كتاب حوار مع صديقي الملحد، والذي سرد فيه الدكتور مصطفى محمود أفكاره بطريقة فلسفية عقلانية، ورد على أسئلة الملحد بالعلم تارة وبالمنطق تارة أخرى مستخدما لغة تتوافق مع أفكاره، فتمكن بذلك من تقديم كتاب مليء بالحقائق وسهل الفهم أيضًا ووصل إلى مراده ومبتغاه وأهدانا كتاب يستحق القراءة بإمعان وإنصات ذهني.
اترك رد