كوداك من النجاح حتي الافلاس
كوداك

 رحلة شركة كوداك من النجاح إلي الافلاس

هل سلب التطور التكنولوجي تاريخ التصوير الفوتوغرافي؟! كودك التي اعتبرت أحد الرموز الثقافية في القرن الماضي للتصوير، حتي قضي عليها التطور الرقمي للتصوير.

تاريخ كوداك:

كان مؤسس كودك جورج ايستمان شخص مفعم بالموهبة والتنظيم، حيث بدأ حياته المهنية في عمر الرابعة عشر عندما عمل موظفاً في شركة للتأمين ثم التحق للعمل في أحد البنوك المحلية.

في ذاك الوقت كانت الكاميرا بحجم الفرن الكهربائي وتحتاج الي حامل ثلاثي القوائم ثقيل، وبعد ثلاث سنوات من تجارب توصل ايستمان الي تبسيط التصوير الفوتوغرافي، وأنشأ شركة ايستمان كودك عام 1892.

التصوير:

كوداك الاسم الاكثر ارتباطاً بالتصوير، قد قام ايستمان بتطوير الفيلم الملفوف والكاميرا الصندوقية الرخيصة.

كان دائما هدفه ان يجعل التصوير مريحاً، في عام 1900 جعلت كوداك كاميرا التصوير في متناول ايدي المستهلكين، حيث بيعت الكاميرا بمبلغ دولار واحد، وسعر الفيلم الملفوف 15 سنتاً.

في عام 1942 تم الاعلان عن فيلم KODACOLOR  أول فيلم ملون حقيق في العالم للتصوير الفوتوغرافي الثابت.

التصوير الرقمي:

مع دخول عصر التصوير الرقمي، اخترعت كوداك اول كاميرا رقمية في العالم عام 1975، وأول مستشعر صور عملي لجهاز مزدوج عام 1986.

الصور المتحركة:

  • قام جورج ايستمان بتسويق اول فيلم تجاري 1889، الامر الذي مكن المخترع توماس اديسون من تطوير أول كاميرا للصور المتحركة عام 1891.
  • حظيت كوداك بتسعة جوائز اوسكار للتميز التقني والعلمي، حيت قامت الشركة من تصوير اكثر من 80 فيلماً حائز علي جائزة اوسكار لفئة افضل تصوير.
  • قامت كوداك بتسويق اول فيلم مصمم لإنتاج الصور المتحركة الصوتية عام 1929.
  • في عام 2002 أفلام الصور المتحركة الاولي في سلسلة من المنتجات المصممة للعمل مع انظمة ما بعد الانتاج السنيمائي، تلك التكنولوجيا التي أنتجت Kodak vision3 عام 2007.

الطباعة والنشر:

  • لدي شركة كوداك تراث عريق في مجال الطباعة والنشر، حيث باعت لأول مرة المواد المستخدمة في الطباعة.
  • في منتصف الثلاثينيات قامت كوداك بتصميم وبناء أول ماسح ضوئي الكتروني لفصل الالوان لأعداد الصور للطباعة.
  • في الخمسينات والستينات لعبت كوداك دوراً في انتشار الوان الطباعة الخاصة بالصحف المنشورة.
  • في التسعينات قامت كوداك بالتسويق لأول لوحة طباعة رقمية حساسة للأشعة تحت الحمراء. مكن ذلك من الجودة المتميزة لطباعة الاوفست حالياً.
  • في عام 2008 ادخلت كوداك سوق الطباعة الفلكسوغرافية، ثم توسعت لتشمل انظمة النقش المباشر علي الاكمام والالواح المطاطية المستخدمة في تطبيقات التغليف المموج.

تصوير المستندات

  • قامت شركة RECORDAK في عام 1928 بتقديم أول نظام للميكروفيلم لتبسيط التعامل مع السجلات المصرفية.
  • تضمن الميكروفيلم تصوير المستندات بحجم صغير جدا لأغراض الارشفة في عام 1931،وبالتزامن قامت بنقل المستندات عبر أسطوانة دوارة.
  • خلال الحرب العالمية الثانية قامت شركة كوداك، بتكيف تقنية الميكروفيلم لإنشاء نظام لتصوير الرسائل المرسلة للجنود.
  • قمت كوداك بتوسيع نجاحها في مجال التصوير التجاري عام 1975، بتقديم منتج يقدم نسخاً ورقية عالية السرعة والجودة.
  • ظلت الشركة تعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي والمطابع، وواصلت الي مجموعة ناجحة من الماسحات الضوئية للمستندات والبرامج حتي عام 2013 حتي تم فصل اعمال تصوير المستندات، التي اصبحت تعمل بشكل مستقل كجزء من شركة Kodak alaris.

أسباب أدت الي افلاس شركة كوداك

تربعت الشركة 130 عاماً علي عرش صناعة التصوير الفوتوغرافي، هناك القليل من الاختيارات التي وضعت كوداك علي طريق الافلاس.

في دراسة لاستخبارات السوق في 1981 حول تناول التقنيات الرقمية للتصوير، كانت النتائج أن التصوير الرقمي سيبدل أعمال كوداك القائمة علي الافلام.

ولكن تجاهل كوداك لاستخبارات السوق بداعي ان الامر سيأخذ ما يقرب عشر سنوات ليحدث هذا التحول.

ومع ذلك لم تأخذ الامر بجدية وبدل من استبدال كوداك الافلام بالتقنيات الرقمية، اختارت استخدام الرقمية لتحسين الافلام.

لكن الوضع لم يتغير حتي في الاول من الالفية الثانية، حيث بلغ القيمة السوقية لشركة كوداك 140 مليون دولار في عام 2007، حيث التأرجح علي حافة الافلاس.

العقلية المؤسسية

امتلكت كوداك عقلية مؤسسية غير منفتحة علي التغير وملاحقة التطور الرقمي بالقدر لكافي لتبقي علي القمة.

وذلك علي نقيض مؤسسها جورج ايستمان الذي تبني تكنولوجيا التصوير الفوتوغرافي، والتي رفضتها إدارة كوداك في حقبة الثمانينات والتسعينات وتمسكها بأفلام التصوير.

 عدم شمولية التفكير

تجاهل ادارة كوداك لدراسات السوق التي رجحت كفة التقنيات الرقمية للتصوير، والتفكير بطريقة غير شمولية مما قلل فعالية الوظائف المختلفة.

 اتخاذ القرارات

بطئ كوداك في اتخاذ القرار لتنبي التكنولوجيا الرقمية وضعف دعم القرار عند معالجة مشكلات العمل المعقدة. كان سبباً رئيسيا في افلاس الشركة.

ربما يعد درساً جيداً لرواد الاعمال صاحبي الشركات التي تواجه صراع البقاء في مواجهة التغير والتطور.

بعض القرارات التي اتخذتها كوداك للخروج من هاوية الافلاس في عام 2012، كان إغلاق 13 مصنعاً للأفلام و130 معملاً للصور بين عامي 2004 و2007، الامر الذي ادي الي تسريح قوتها العاملة بمقدار 50 ألفاً.

هذا الوضع منح كوداك بعض الوقت للعثور علي مشترين لبعض براءات الاختراع، مما منحها قيمتها السوقية المتبقية التي بعدت كثيرا عن مليار دولار.

أوصلها الوضع حالياً للعمل في مجالات الطباعة التقليدية وثلاثية الابعاد والتغليف، حيث تصل عائدات الشركة الي 1.3 مليار دولار.

افلاس كوداك يعطي درساً في كيفية إدارة الازمات، ومحاولة مواكبة التطور والنمو الذي لا يتوقف في أسواق المال.