الاستثمار الجريء Venture Capital وهو تقديم الأموال للشركات الناشئة التي لديها إمكانيات نمو عالية في بداياتها مقابل الحصول على نسبة من الأرباح أو حصة من الملكية.
تعتمد عليه الشركات الصغيرة والناشئة كمصدر تمويل مهم لمساعدتها على التوسع والنمو بسرعة .
لا يقوم الاستثمار الجريء دائمًا بتقديم الأموال بل قد يكون الاستثمار هو عبارة عن تقديم خبرات إدارية وفنية
يحتوي هذا النوع من الاستثمار على مخاطرة كبيرة لان الشركة الناشئة قد تفشل وقد تنجح، لذلك يسميه البعض أيضا “الاستثمار المغامر” أو “رأس المال المجازف”.
إلا أنه في حالة نجاحه يحقق أرباحًا بعائد استثمار أعلى من المتوسط، لذلك ينجذب إليه الكثير من المستثمرين.
الاستثمار التقليدي:
وهو عبارة عن شراء أصول ذات قيمة، تسمى الأصول الرأسمالية، يقوم المستثمر بشرائها كي توفر له مصدرًا جديدًا للدخل أو لاعتقاده أن قيمتها سترتفع مع الوقت أو لأنها تحقق الأمرين معاً.
الفرق بين الاستثمار الجريء والاستثمار التقليدي:
يتميز الاستثمار الجريء عن الإستثمار التقليدي بعدة نقاط أبرزها:
1- في كل من الاستثمار الجريء والتقليدي يحصل المستثمر على حصة في الشركة، لكن يحصل المستثمر في الاستثمار التقليدي على نسبة أعلى من الأسهم في الشركة.
2- الاستثمار الجريء يستهدف شركات تقوم بإحداث نقلة نوعية في السوق وفي طريقة تقديم الخدمات والمنتجات وبالتالي يسبب الخوف والارتباك لدى المنافسين التقليديين.
3- ينطوي الاستثمار الجريء على عوائد استثمارية أكبر بكثير من العوائد التي يقدمها الاستثمار التقليدي.
اقرأ ايضا:
مؤسس شركة زارا Zara من عامل توصيل إلى أغنى رجال أوروبا.
4- حصة المستثمر في الشركة:
في حين أنه في حالة الاستثمار الجريء لا يطلب المستثمرون إلا جزء صغير من الأسهم يتراوح بين %20 و%30، خاصة في المراحل المبكرة للشركة الناشئة ثم يمكن أن ترتفع هذه النسبة مع نمو الشركة.
5- في حالة الاستثمار التقليدي، يسعى المستثمرون إلى تحسين الشركة وتطويرها، وذلك بهدف بيعها بعد فترة قصيرة لجني الأرباح.
أما في الاستثمار الجريء، فيهتم المستثمر بنمو الشركة على المدى البعيد رغبة منه بالحصول على تعويضات مالية أكبر عند التخارج عبر الإدراج في الأسواق المالية أو من خلال الاستحواذ على الشركة الناشئة من شركة كبرى.
5- نوع الشركة :
في الاستثمار التقليدي يختار المستثمرون الشركات ذات المخاطر المنخفضة،
و التي تخطت مرحلة النمو والتي تكون بحاجة شديدة إلى الأموال ويتم الاستثمار من خلال شراء الشركة بغية إعادة هيكلتها ومن ثم بيعها لجني الأرباح.
في حين يسعى المستثمرين الجريئين إلى تمويل الشركات الناشئة والصغيرة التي لا تزال في طور النمو والتي تتمتع بإمكانيات كبيرة للتوسع.
6- تقييم الشركات:
يقيم الاستثمار الجريء الشركات وفقًا لإمكانات الشركة والقيمة المتوقعة لها مستقبلًا.
أما الاستثمار التقليدي فيقوم بالتركيز معرفة التدفق النقدي والإيرادات الحالية والملكية الفكرية وغيرها من الأصول الغير ملموسة.
7-المحفظة الاستثمارية:
يركز الاستثمار التقليدي عادة على شركات محددة في حين ينوع الاستثمار الجريء محفظة استثماراته في الشركات الناشئة من أجل التقليل من المخاطر المحتملة.
8- هامش الربح والمخاطرة:
يعتبر هامش المخاطرة في الاستثمار الجريء أكبر من الهامش في الاستثمار التقليدي.
إلا أن هامش الربح المحتمل في الاستثمار الجريء يعد أكبر بكثير مع نمو الشركة.
لذلك، يقدم المستثمرون الجريئين للشركات الناشئة الخبرة والمعرفة أيضًا، وذلك من شأنه أن يقلل من المخاطر والأخطاء التي قد تقترفها بعض الشركات في بداياتها.
9- العائد على الاستثمار:
في الاستثمار التقليدي تتراوح نسبة العائد على الاستثمار بين 15% و20%
وقد تصل هذه النسبة في الاستثمار الجريء إلى 100% و 800% .
وعلى الرغم من أن العائد على الاستثمار كبيرًا إلا أن المخاطر أيضًا كثيرة لذلك يلجأ المستثمر الجريء إلى تنويع محفظته الاستثمارية.
يصنف رأس المال الجريء وفقًا للمرحلة التي يشارك فيها المستثمر إلى 6 أصناف وهي :
1- رأس مال مبدئي:
يتم فيه تقديم المال للشركات الناشئة كي تتمكن من البدء في عملها.
2- رأس مال بعد مبدئي Startup Capital:
وهو تقديم المال للشركات الناشئة بعد أن يكون لديها عينات من منجاتها أو خدماتها.
3- رأس المال المبكر:
يقدم فيه المستثمر المال للشركة بعد مرور عامين أو ثلاثة على بدايتها ويسعى الاستثمار هنا إلى زيادة المبيعات.
4- التوسع الرأسمالي:
يهدف إلى توسيع وتنمية العمل.
5- رأس المال المتأخر:
في هذه المرحلة تكون الشركة الناشئة قد حققت أهدافها في المبيعات وتسعى أن تتجاوزها.
6- تمويل الجسر:
وفيه تبحث الشركات الصغيرة الناجحة عن فرصة للاندماج والاستحواذ.
كيف تضمن نجاح استثمارك الجريء:
1- قم بتحديد هدفك من الاستثمار:
ركز في بداية استثمارك على أحد الهدفين التاليين:
الأول : تحقيق الربح المالي مع اكتساب معرفة بالسوق الحالية.
الثاني: النمو في المستقبل واختبار أسواق جديدة.
يجب التنويه أن كلا من الهدفين يختلفان عن بعضهما تماما ويتطلبان عقليات مختلفة تماما.
2- لا تضع البيض كله في سلة واحدة:
كما ذكرنا سابقا أن الأرباح الناتجة عن الاستثمارات الجريئة عادة ماتكون أكثر من غيرها في أنواع الاستثمارات الأخرى وكذلك المخاطر أيضا.
فالمخاطرة في الاستثمارات الجريئة تكون غالبا مضاعفة لذلك من المهم جدًا تنويع الاستثمار عبر العديد من الشركات والقطاعات ومراحل التمويل والمناطق الجغرافية لتخفيف المخاطر.
3- اختر استثمار يتماشى مع استثماراتك السابقة:
عادة لايفضل المستثمرون هذا النوع من الاستثمار فبالاضافة الى عدم تخصصهم فيه فهم غالبا يفضلون التعامل مع الأعمال القائمة بالفعل.
لذلك من الأفضل لك ضخ استثماراتك في منتجات وأصول تتناسب مع استثماراتك السابقة بالفعل حتى لا تواجه صعوبات كبيرة في دمجها
وذلك لأنه حتى وقت قريب كان من المستحيل عمليًا أو أنه من غير المجدي اقتصاديًا دمج قطاع ناشئ في محفظة استثمار تقليدية، مع وجود مخاطر غير تقليدية.
المعايير التي يجب أن تهتم بها قبل اختيار الشركة الناشئة التي ستقوم بتمويلها:
1- شركة ذات فريق عمل متمرس:
إن اختيار فريق العمل الذي يمتلك مهارات ودافع للنمو يعد من أهم معايير اختيار الشركة الناشئة.
لذلك قم بالبحث عن شركة بفريق عمل ذو كفاءة وخبرة بالمؤشرات المالية للشركة ، مثل معدلات حرق النقد والمدرج المالي وتكلفة اكتساب العملاء، بالإضافة لفهمهم طبيعة السوق الذي يسعون للاستحواذ عليه.
2- القدرة على الاستحواذ على السوق:
لا ينجذب المستثمر الجريء عادة إلى الشركات الناشئة التي تستهدف شريحة صغيرة فقط من السوق، ولذلك يتوجب على المؤسسين إثبات أن المنتج أو الخدمة يستهدفان شريحة واسعة من العملاء.
ويجب أن تسعى الشركة الناشئة لإثبات قدرتها على بالاستحواذ على السوق أمام المستثمر.
3- تقديم منتج متميز وذو جاذبية:
من أهم النقاط التي تحكم عملية اختيار المستثمر للشركة الناشئة هي مدى تميز المنتج الذي يتم تقديمه وامتلاكه لعامل الجاذبية، لذلك يجب صنع نموذج أولي من المنتج وحصوله على رضا العملاء الأوليين.
4- قلة المخاطر:
ترتبط عملية الاستثمار الجريء غالبًا بالعديد من المخاطر لذلك ينبغي على المستثمر الجريء اختيار شركات لا تحفها الكثير من عوامل الخطر،
مثال على هذه المخاطر :
1- المخاطر القانونية: وهي عدم مقدرة الشركة الناشئة على الالتزام والتوافق مع القوانين المحلية والدولية.
2- المخاطر التكنولوجية: وهي المخاطر ذات العلاقة بتطوير التقنيات اللازمة لتوفير المنتج أو الخدمة، وتعتبر حساسية المعلومات والبيانات التي تتعامل معها الشركات إحدى الأمثلة على المخاطر التكنولوجية.
في النهاية نجد أن الاستثمار الجريء يمثل مصدر تمويل أساسي تتنافس الشركات الناشئة للحصول عليه فهو يقدم أشكالا مختلفة من الدعم لا تنحصر على التمويل المادي فقط، بل تتسع لتشمل أشكال الدعم الأخرى توسيع خبرات المؤسسين ومدهم بشبكة من العلاقات الاستراتيجية ممّا يجعل جذب هذا النوع من الاستثمارات مهمة غير يسيرة على الشركات الناشئة والصغيرة مالم تمتلك نقاط قوة محورية يهتم بها ويبحث عنها المستثمر الجريء.
اترك رد